صورة بالألوان - بندر بن محيّا

عزيزي القاريء النبيل، هذه القصيدة لن أُهادن على موتها، لأنها تخصك، تخصني، تخص كل الألوان، ليسَ معنى ذلك أنها جميلة، بل لأنها كُتبت في طقوس لن أنساها

والله يابو ضحكة ٍ فيها نهارين
قبل اتكسّر على صورتك الأوزان

لقيت فيها السما والأرض والطين
وتاريخ غامض بلا معنى وعنوان

ف خيوطها ثرثرة شاعر وقافين
وبحر ٍ تحت زرقته لولو ومرجان

وفيها من التوت مايغريك يالتين
ومن الثمر لاتدّلى عَقْد رمّان

وفيها العنب سلسل غصون البساتين
يوم البنفسج تحضنها بالاحضان

سْقوفها من زبرجد طّل مابين :
ستاير ٍ ما حكت للريح نسيان

يسولف السمع فيها جنب ليلين
لين اختنق شمعدان وطار دخان

فيها تلّفت يسار وعينك يمين
وعلى التفاتك يصب الغيث ودان

وعلى شفاهك تلعثم حدّ سكين
وخيانة الأحمر النافر للالوان

كن الخشب في براويزه ربيعين
وأنهار وأعشاب في صدري وهتان

يحرث بها الظل حبْر وتزهر يدين
ويحفر لها الحلق صوت وينطق لسان

وتجلس وفي جلسْتك يبيّض نسرين
وتاقف وفي وقفتك ينهار وجدان

وكم حاجبك عقّل هْبَال المجانين
وكم هي رموشك تجَغْرف بيد و أوطان

وكم رغّدت خدك عْيون الفقيرين؟
وكم في عيونك سَرح طرقي وهجّان

ماقلت في صورْتك حرب ومعادين
ولاقلت فيها رمي بندق ونيشان

أقول فيها يزغرد صبح ويبين
وأطير فيها سمامن غير جنحان

أو قل طريق ٍ تواعد فيه قلبين
واحد نسى قلب واحد كان ولهان

لين احترق فـ انتظاره وامتلت عين
وانهدمت ضلوع في صدره وجدران

وياهي ملامحك يشربها الغريبين
ومن أربعين الشبه ماتشبه إنسان

أشوفها اصْدق من دموع المساجين
اليا اطلبوا رحمة ٍ من كف سّجان

وأحس لاشفتها تاقف بي سنين
وإن جيت بـ اصد عنهاتمضي ازمان

وأشوفها جملة ٍ مابين قوسين
تفسيرها الدمع والحيرة والأحزان

شبّرتها ماتجي بالطول شبرين
لكنها السرمدية بعض الاحيان

وباقي من الثلث ليل وراح ثلثين
وأنا اتدّفى على صورتك بردان

سامرتها وانفجر شاعر وصدرين
ومْن الوله والحنين ارتبكت أوزان

لين نْعَسَت عينوشوي نْعَسَت عين
ونمت وتركتك تحاكي صمت الالوان