طلال الرشيد - تركي حمدان العنزي

عاهدت شعري على العزة وصنت العهد
فلا مدحت الملوك ولا هجيت العبيد

رفعت شعري عن العالم رفعته صعد
لين ارتقى هامة الغيم القصي البعيد

على بساط الندى بيده عصاة الرعد
يومّي بها للمطر ويجيب عذب القصيد

والبارحة مجلسه رووس المزون وسجد
غزّ البيارق يحسبنّه بمجده وحيد

الغيم تحته وناظر فوق ما شاف احد
إلا هكا الطاهر الحرّ الملاك الفريد

هو من يكون الذي ما بعده الا الصمد !؟
ردت نجوم السما : هذا طلال الرشيد

ما تعرفه !؟ وانطوى مزن وتطاير برد
قلت اعرفه واعرف اني لو جهلته بليد

أي السناعيس ما ينكر وهو فى المهد
وشلون يخفى الذي نوره طوى كل بيد ؟!

هذا الأمير الأمير ابن الأمير وبعد
أبو الأمير وبعد سيّد على كل سيْد

رجله وطت هامة الدنيا وكفه عقد
حبل مسد قاد به مهر الزمان العنيد

هذا الذي في الصحيح مْن المراجل ورد :
إنكار قدره من افعال الذليل الشريد

في حضرته تحلف ان الضيّ يملك جسد
وبغيبته تدرك الوحشة بكلمة فقيد

بسام ثغره وسيع صدره بْلا جهد
و " بلا جهد " تفرق السيد عن المستسيد

أرحم من السلم مادامت تجي بالجلد
واقسى من الظلم لاصارت بفل الحديد

له قلب اسطا من الحرّ بنهار الهدد
واعذب من الغيمة اللي صبحها يوم عيد

غزير جوده يعدونه ولا له عدد
في كل يوم يتبين من قديمه جديد

اليا غضب ما حرم محتاجه من المدد
وليا رضى ما رحم عدوه من الوقيد

قلب سطا ما نشد قلب عطا ما نشد
واقلبه اللي معه يمشي على ما يريد !

إيه اعرفه يا مصابيح السما واعتقد
لو طال عمره كثير من الرواسي تبيد

واحلف برب رفع سبع السما بلا عمد
لليوم ذكرى رحيله غصة بالوريد

فلا نسيناه ابد فقده تقل يستجد
ولا سليناه ابد لو قيل يكتب شهيد

عاهدت شعري على العزة وصنت العهد
فلارجيت الملوك ولا هجيت العبيد

الطيب اجازيه طيب وللنكادة نكد
ماهوبنا من غدا سلمه وحربه قصيد

رفعت شعري عن الدنيا رفعته صعد
للمجد والمجد في حضرة طلال الرشيد