مقاطع من جسد - تركي حمدان العنزي

سألت نفسي قلت لي:

مين الجسد؟

واذكرني قلت السجن

لكن صرخ بي داخلي :

لو كنت مسجون بجسد

ما حاصروك بسجن !

***

قالت – وفاحت شمس - :

صدق الجسد من طين ؟

قلت : وبذرت بوجنتك قبلة

رغم انها بالغصب

اليوم صارت وردتين

قالت : احب الله

طيني عنيد وخصب

***

اذكر قبل عامين او اكثر قليل

لا والله آقل بليالي وافره

وطى مهر جثة ليل

لا ما كبا

لكن تنجّس حافره

في حينها شفت الجسد

يكفر بدين الثايرين

لا صارت ارواح الاوادم كافره

***

لما خلقت وشفتني

والدرب خالي فيه احد

قال : ايه

واذكرني قلت بحقد : ليه ؟

اما انا قال برضا :

الله خلقنا في كبد

***

هذا الجسد من يوم ميلاده
وانا معه عيا يجافيني

سالتني : لا اكون انا بلاده؟
جاوبتني : ياغربته فيني

احيان احسه كله زياده
واحيان احسه ما يكفيني

واحيان لا صار التعب عاده
احسني من بعد اناديني :

لولا الجسد ماخلقت وساده
ولا لمست البدر بيديني

ولا ركعت بصدر سجاده
حتى شعرت اني على ديني

***

سألت غاده في جيوب الليل

تبحث عن وليف :

ليه الجسد ؟؟

قالت : ثمن قطعة رغيف

***

هاللي يسمونه جسد :

لا ما خلقه الله مشان يزيد في همي

واقول : ليته ماوجد

يمكن خلقه الله مشان ان شفت غيري

دون غيره مقبلٍ يمي

اقول له : وش فيك من حالك ؟

والا مشان اعيش حضن امي

واقول : يا يمه

لو ينتثر دمي؟

تقول فال الله ولا فالك

***

وشلون ابلقى للجسد معنى سوى انه طين
لو ضاع مني في الدروب ابقى انا كلي

ياما شعرت اني معه في كل درب اثنين
وياما شعرت انه معي لاجل التقي ظلي

كم قلت له : في هالطريق الصعب نمشي وين؟
كم قال لي : هي رجلك اللي تمشي او رجلي ؟

***

هذا الجسد

من طين

أو كان حبل من مسد

مابيه

غصب علي يلمني

واقوم اشيلهفيه

له صوت ما سمعه احد

وعيون شافت كل احد

ما شافت بلادي

وكفوف تصرخ بالورق : ياليت

وجلد ٍ لجلادي

هذا الجسد مالي معه

كود ان صرخ به أي احد : يا هيه

رديت !!

واعرف اني :

انتمي للارض

وان فاض اغتراب

للسما

ارقى سلالم

ادري اتعب

لكن آصل للتراب

والثرى : دربي

الى مالا يريب

لاجل هذا مامعي صاحب

والثرى حلمي

بعينك يالغريب

لاجل هذا مر بك شاحب

والثرى فصل الخريف

مر دفتر

لين ودع به ورق اصفر

كثيف

دلني

على رصيف

كنه السجات راحب!

واذكر اني سرت به ، ول وين؟

مادري،

ليه؟ماذكر

والغريبه

اعرف اني لو تجاهلت

انتمي

او قلت : مسرى

كان ماعفّرت الاوراق بثرى

والاكيد

ماتفيد:

كان الاحرى

علموني كيف اباقرا والمصيبه
اجبروني في دفاترهم وش اقرا :

صبح ذابل يشبه اجفان الحبيبه
ليل خامل يرتكي في حد صحرا

واعرف اني :

من ثرى واصبحت شي ، امسيت

ذكرى

لاجل هذا

صرت انا ابعد ما اكون

مني ، ومع كل ما حولي

لقيت

حاسدٍ وما حسد
في ناظري كود العمى

ارض بور ولا بعد
هالارض الا قول ما

للفتى لامن سجد
غفران من رب السما

دام الارض اللي حصد
منها عمر فيها نما

تيه لو صيغ الجسد
كان امسوا الناس : الدما

وامس عن غيري نشد
دفتر حنين وكلما

حس بالغربه حشد
صوتي على سمع الظما

كيف انا بلا بلد؟
او لا بلد انا : لما؟

واعرف اني :

انتمي للارض

وان فاض اغتراب

للسما

ارقى سلالم والقصيد : يديّ

ادري اتعب

لكن آصل للتراب اللي كما

لا شيّ !!