تيهٌ و ضياع - صباح الحكيم

أنا يا أنيس الروح تيهٌ ضائع
ضيعت عمرا في الطريق
أنا كالغريق
أنا كالمسافر في صحارى
البؤس يبحث عن صديق
مذ زارني الناي البعيد
غنى على النغم الفريد
فحسوت فيه موطني
و الوقت صار الوقت عيد
قد طار قلبي للأماني حالما
و رحلت في عينيه أخفي لوعتي
بعضي، على كفيه يحبو بالحنين
و البعض مني في رمال الحزن يكبو بالأنين
و كأنني طفل صغير يبتغي
طلاً خفيفاً ناعما
يأتي إلى بيداء روحي حاملا
كأسا به الآمال تحيى كالسنا
و نعيش في عمر جديد
فرسمته في القلبِ حلما كالندى
يسري و يروي خاطري
و نسيت أدمع غربتي
لكنه سرعان ما عني اختفى
حلم تبعثر با لهوا
و سقطت أبحث في عبير الذكريات
و الحزن في صدري ارتمى
لملمت أوراقي و أشذاء الهوى
و جدائل الأحلام تزحف فوقها
ما كنت أدري سوف أبقى
وحدي، بذا الزمن الغريب
أبكي مع الصمت الرهيب
و أعانق الأشواق أبحث في السؤال
و الدمع نبع كالزلال
حلمٌ، و هذا الدرب أوجاع ثقال
آهٍ على عمرٍ مضى
أنا يا حبيبي
زورق و القلب فيه كالشراع
و الوجد يضرب في النخاع
و النبض يخفق بالحنين كوابلٍ
وحدي على بحر الهوى
عمرا على شرفات قلبي أنتظر
و الشوق كالريح الصراع
آه من الزمن الذي قد باعني
و على ظلال العمر جرجرني الأسى
أبكي بدرب المستحيل
بستان قلبي وارفٌ بالشوق بالحب الأصيل
لا لن يميل
مهما تعثرت الخطى
أمواج حبي كالغدير
و الحزن في عيني غزير
أشدو على متن الأثير
لحني كشحرورٍ أسير
أنا لم أزل في الحب كالطفل الصغير
مهما جرى
وحدي على درب الأماني حاملا
دمع اشتياقي بين أضلاع الكتاب
و أرى نصيبي فوق أمواج العذاب
أبكي على متن النوى
و الليل يسمع و الغياب
ما دار في دمعِ العتاب
و حوار قلبي و الهوى فيه التهاب
أنا هكذا ظل شريد
تيهٌ حزين ضائعٌ
طيرٌ غريبٌ حائرٌ
لا ليس لي
في هذه الدنيا سوى حزني
و هذا الثغر صداح النشيد