يئس الصغار من الكبار - حمد بن خليفة أبو شهاب

إن حطمت كف النوى قيثاري
فصدى بقايا اللحن من أوتاري

سار يردده الهوى في مسمعي
رغم الجفاء ورغم بعد الدار

لا أكتم العذراء أن جمالها
أورى زناد قريحة المتواري

وبأن آي الحسن أضحى ملهمي
آي القريض لكل معنى سار

ما كنت قبل الحب قط بشاعر
حتى جرحت بلحظه البتار

فانساب رقراقا يداعب وردة
قد أينعت في خد ذات خمار

ويترجم الحب الجميل قصائدا
تروى وكم للحب من آثار

أهوى الجمال فإن تعذر وصله
خلدته بروائع الأشعار

فإلى متى يا بين تعبث بالهوى
وبماله من حرمة ووقار

أغراك حسن تجلدي فحسبتني
أدركت خلفك خلسة أوطاري

ماذا عليك وإن بلغت مآربي
فالأهل أهلي والديار دياري

وإذا نهلت رحيق حبي صافيا
فالكأس كأسي والعقار عقاري

سأظل صداحا يغرد ههنا
وهناك رغم تعقب الأقدار

أشدو لأهل الحب لحنا ًخالدا
وأثور ضد الظلم كالإعصار

أنا للعروبة أينما وجدت أخ
يسعى لعزتها بكل فخار

شعب الإباء أتاك دورك فاضطلع
بالعبء واخلع عنك ثوب العار

أقدم ففي الإقدام عزة موطن
فالنصر للثوار للأحرار

أتظن أن الجبن يرفع أمة
أو أنه سيزيد في الأعمار

أو أن دين محمد يرضى لنا
بالذل أو بتحكم الكفار

لا يا أخي إن الجهاد فريضة
فإلى متى في الحق نحن نماري

أنذل للدخلاء نفسا حرة
عربية الأنساب والأصهار

والقدس يصرخ من لمسرى أحمد
من منقذي من وطأة الفجار

من للأرامل باكيات حسرا
ودموعهن على الخدود جواري

يندبن لا من ماسح لدموعهن
مروءة أو راحم لصغار

أشكو ولا عمر إذا ما حاق بي
ظلم الطغاة وقلة الأنصار

وصلاح أين صلاح من كبرائنا
أين الزعيم لنا بأخذ الثار

وجيوشنا فطرت خصائص فتكها
لدمار أمة يعرب ونزار

وعلى العدو فبردها وسلامها
فالنار ما عادت بذات النار

ما بالنا نرجو السلام وغيرنا
يأباه بل يأباه باستكبار

أسفي على المائتين مليون وما
فقدته من شرف ومن إكبار

تخشى الفناء وكل يوم ينقضي
يأتي بألف بلية وصغار

تخشى الفناء ولك يوم ينقضي
يأتي بألف مضيبة ودمار

يئس الصغار من الكبار ولم يعد
من ناصر لهم سوى الأحجار

فتسلحوا بشواظها وتعقبوا
جند الدخيل الغاصب الغدار

لم يثنهم عن حقهم جبروته
لولا القوى ما كان بالجبار

فعلى الصغار سلامنا وثناؤنا
ما نث ورد بالشذى المعطار