رفقا بها - صباح الحكيم
جاءت و قلب الحبِ في يدها
تهمي ودادا طاهرا يثبُ
و تصافح الأقلام باسمة
تستمطر الأفراح تقتربُ
من كل قافية و دانية
ليزول عن أهدابها التعبُ
تستعذب الآلام في شغفٍ
و مشاعر الأشعار تنسكبُ
ما همها لو دس حاسدها
قولا ترفرف حوله الريبُ
قالوا أحبّت تلك عاشقة ٌ
قالت فؤاد الصب ينتحبُ
العشقُ آهٍ منه في كبدي
في حبكم تكوى و تلتهبُ
ويلاهُ و الأشواق تأكلني
و الدرب يا رباهُ مكتئبُ
الليل يشهدُ دمع أغنيتي
و النجم في الآفاق مغتربُ
باتت تغني شوقها حلما
و السحب في أفلاكها رِطبُ
رفقا بها يا أمة فبها
حب كماء الغيث ينسكبُ
فجدار هذا الأفق يعرفها
و ضمائر الأنسام تضطربُ
هي لا تراود عطفكم أبدا
هو قلبها الحاني بكم رغبُ
قالوا و قالوا ما بدا لهمُ
حتى تغير حرفها العذبُ
يا كم بكت في حبكم و بكت
في إثرها الأقمار و الشهبُ
يا نبضها الجاري بكم شغفا
و الناي في تهيامها طربُ
و اليوم قد فاضت مدامعها
و تضوعت أوتارها، الشجبُ
و توالت الأحزان تكتبها
حتى طوى أحشاءَها النصبُ