أثر النكسة 1967 - حمد بن خليفة أبو شهاب

أردد في دجى الغسق البهيم
زفيراً من سويداء الصميم

وأبكى لا لفقد أب ولكن
لفقد كرامة الوطن الكريم

فواها للعروبة كيف عاثت
بعزتها يد الوغد الزنيم

وأي حياة عز نرتجيها
إذا ركعت عروبتنا لضيم

أرى النكسات لا تنفك تترى
ونحن ضحية الفهم السقيم

كأن لتلكم النكسات ثأرا
لدينا أو تفتش عن نديم

خسرنا الجولة الأولى فقلتم
خيانات المليك أو الزعيم

وها هي نكسة أخرى تجلت
بما حملته من كيد لئيم

وما زلنا نردده اتهاما
كما كنا على العهد القديم

ونبحث في المقابر عن دواء
لداء في جوانحنا مقيم

ولو زكى الإله لنا نفوسا
وطهرها من الحقد الوخيم

لما ظلت مفككة قوانا
برغم الخطب كالجسد الرميم

يهز مشاعري هزاً سؤال
أشاهده على شفة اليتيم

لماذا لا توحدنا الرزايا
أليس الخطب بالخطب الجسيم

أليس النصر يكمن في اتحاد
يجمعنا على النهج السليم

يجمعنا على هدي مبين
على نور الصراط المستقيم

برئت من العروبة إن رضيتم
بهذا الواقع المر الأليم

فلا الأمم التي نشكو إليها
بقادرة على ردع الخصوم

ولاح حل سوى حرب عوان
مسعرة كنيران الجحيم

تحد من التمادي في ضلال
وتسحق كل أفاك أثيم

لتسفر إن تحملتم لظاها
بإذن الله عن نصر عظيم