صباحك عيد مشرف - حمد بن خليفة أبو شهاب

صباحك عيد مشرق وبنود
ترفرف في أجوائنا ووفود

تزف التهاني والأماني تحفها
رياض رؤاها رائع وورود

تضوع منها عطرها وأريجها
يطيب به قلب جو وودود

محب يرى فيمن يحب سعادة
تقاصر عنها جنة وخلود

ولو حكم العقل اللبيب بدت له
مصائب عقباها لظى ووقود

فيا تبعات الحب لولاك لم تكن
لليلى ولا سلمى علي قيود

ولا ذنب لي لولا العيون التي رمن
فؤاداً أثارته لمى وخدود

فأصبح هيماناً معنى بحبها
لديه على ما يدعيه شهود

ولكن حق الحب في الشرع ضائع
وما كل حق ضائع سيعود

إذا لم تناصره الفوارس والقنا
وتملأ آفاق البلاد جنود

وإلا فلا حق يرد لأهله
ولا عزة للدين سوف تعود

وكيف يسود المرء من غير همة
لها الراسيات الشامخات تميد

وللعرب الأحرار عشرون دولة
وثنتان والأخرى غداً ستسود

وكل له رأي وفكر ومنهج
فهذا عميد في الهوى وعقيد

متى تلتقي آراؤكم وقلوبكم
وتصدق منكم همة ووعود

متى تنبذون الحقد والخلف خلفكم
ويجمعكم دين لكم وعهود

متى ومتى لا بارك الله في متى
وحتى متى هذا لذاك يكيد

وحتى متى هذا الشتات كأننا
أبونا صليب والجدود يهود

وأعداؤكم يستثمرون خلافكم
وتكبر أطماع لهم وحدود

وأنتم كما أنتم يقص جناحكم
وتقطع أطراف لكم وعضود

وما زلتم في هجعة من سباتكم
أسكر بكم أم خيبة وخمود

فقل لذوي التطبيع إن عدوكم
طموح إلى سلب والحمى ولدود

وذلك مالا ترتضيه عروبة
لها في هداها طارف وتليد

فلا بد من فجر يزيل ضياؤه
دياجير حقد وطؤهن شديد

بيوم بغيظ المعتدين وتلتقي
على القدس رايات لنا وحشود

وغاياتها الإسلام لا شيء غيره
تدافع عن أهدافه وتذود

تحررنا من عجزنا وخمولنا
وتبعث فينا العزم وهو جديد

فإما حياة نبذل المال والدما
لعزتها أو موتة وهمود

خذوا مثلا من زايد الخير واقتفوا
خطاه فإن الرأي منه سديد

أطلوا على ماضي الإمارات قبله
وعودوا إلى التاريخ فهو شهيد

ترون انقساماً واختلافا وفرقة
أهاج لظاها جاهل ورشيد

فوحدها بعد التمزق والتقى
على حبه كهل لها ووليد

سلوا شعبه عن حمكه في بلاده
تجبكم سهول للحمى ونجود

فإن شئتم الحب الذي قد سما به
فبالعدل ينمو الحب ثم يزيد

فكم قد دعاكم للوئام وحثكم
عليه ولكن الخلاف عنيد

فيا ربنا نشكو إليك خلافنا
فإنك برٌ بالعباد ودود

ويا ربنا إن العداة تألبوا
علينا وكل ظالم وحقود

ويا ربنا وحد على الخير أمة
فإنك للفعال حين تريد

ويا ربنا إنا رفعنا أكفنا
إليك ونحن السائلون عبيد

ويا ربنا إنا ظلمنا نفوسنا
وعفوك نرجوه وأنت حميد

فلا تشمت الخصم اللدود بأمة
لوجهك منها ركع وسجود