صلاة الزمرد - عبدالمحسن بن سعيد

لعيونها نحيا ولعيونها نموت
والعمر مايسوى علينا عتبها

مرّيت فوق الجفن وسمعت لي صوت
زلّيت لكنه قضبني هدبها

وأمسيت في كحلٍ به خيام وبيوت
وأصبحت في غرّه كساني ذهبها

حبيبتي لو تذرف الدمع ياقوت
صلّى الزمرد ركعتين وطلبها

حبيبتي لاربّع بثغرها التوت
شال الهجيني من غلاها عنبها

حبيبتي وإن صار لي وصلها قوت
ماجوّعت بالبعد مغلي تعبها

حبيبتي لو الرجا في بطن حوت
لاماتركت الياس يطفي حطبها

حبيبتي لو السحر سحر هاروت
مافرّعت في نجد وأرتجت أبها

حبيبتي لو تلمس جروح بيروت
طابت وغنى المجد وأزهر طربها

في بعدها يملى السهر عين جالوت
وإن جت تفيض الجوف عشق بسببها

في وصفها كل الحكي صمت وسكوت
كلمه قراها النور والما كتبها

تضحك وينسى الجرح مبلي ومبهوت
حتى العسل جت منه تشرب شربها

وفي ليلةٍ جاها الشتا لابسٍ كوت
غنت عليه ونام حاضن لهبها

تمشي وكن العمر لحضه وبتفوت
تجلس وكن الوقت يمشي حسبها

صلبه وكن طبوعها صخر منحوت
خجلى وكن الهرج شهمٍ خطبها

ماهيب زينه لا بها الزين منعوت
أحلى من التوصيف وأحن وأبها

لعيونها نحيا ولعيونها نموت
والعمر مايسوى قصيدٍ عجبها