إرفع هامتك - فالح الدهمان الظفيري
إرفع هامتك وإرقى على هامة مغاليبك
توطّى من توطّى شِيمتك وإنزل مضاربها !
عَربنَا ما إكتفت منّك ومن طِيبك وتعذيبك
تسخّرت وتمسخرت لهواها ولمطالبها !
زمانك فات عمرك فات غريب الذات وفجيبك
ثمن نفسك ثمن لمسك وشمسك فى مغاربها !
حياتك كلّ لذاتك تماكَنها فمخاليبك
قبل تُطعن بها إطعن تعقرَب مع عقاربها !
ترى لو ما شربت الما بكفّك من مشاريبك
فلا تِتنى كفوف الناس تجلب لك مشاربها !
زمان الخيل والبارود طَرَبت وزان تطريبك
ديارك من فضا ونارك غضا ودنياك كاسبها !
بليّا حدود بليّا قيود وصلت أبعد مطاليبك
ضربت الارض طول وعرض نزلت أعلى مناكبها !
عزيزٍ شامخٍ منصوب على قمّة مكاسيبك
وَلاَ داسُوك بأقدام المهانة ولا رضيت إبها !
أراك اليوم مسلوب الكرامة بين أصاحيبك
ضعيف الحال ماتقوى على الدنيا وطلايبها !
فلا لك راي ولا كلمة ولا أحدٍ به ينادي بك
عقب ماكانت الدعوة قصيدة وأنت صاحبها !
ألا ياصاح ياذيب العرب ياطول تغريبك
مع وقتٍ على مثلك تعَاوَت به ثعالبها !
تبي ذيك السنين اللّي صداها دوم يطري بك ؟!
تمنّاها عقب ما أقفت بها عنّك ركايبها ؟!
شف الأيّام وش سوّت ؟! على مجدك عقب شيبك !
عناكبها على مجدك بنَتْ مجد لعناكبها !!
ولا تعجب من الدنيا إذا خانت أساليبك
ترى الدنيا لعوبٍ والخيانة فى ملاعِبها !
تجي مرّة تغنّى لك مثل بنتٍ تغنّي بك
ومرّاتٍ عجوزٍ بالسواد إتصيح شايبها !
بها نفسك بها مستقبلك وأيامك وغيْبِك
ولاتدري وش اللّي خبّته لك فى غياهبها ؟!!
وإلى منّك سألته وش ورى غابة أكاذيبك ؟
تواعِدك ويمين إبليس تمسح به شواربها !
لعوبٍ هي كذوبٍ هي وأهلهَا صوت تكذيبك
بهم شالت أمانيّك وخَذَتهم في مراكبها !
تمنّى ياخويّ الذيب تمنّى وإن عوى ذيبك
ترى عنْك الأماني كم بعيداتٍ مقاضبها !