غياب وملتقى اغراب - فهد دوحان

يالارض .. يالارض الورق
ياكذبة بيضا وغصت بالسواد
كفاية تهدرين العشب فينا ..
للسنين وللجراد .. ،،
أغيب ..
ويطل الحنين بخيمة عيوني ،،
اكابر ..
والدموع اوتاد ..
كان الحزن سجَّان ،،
وكانت هذي الارض اربعة جدران ..
" ولا ناحت بلاد ولا حمامة "
لا .. ولاهم يحزنون
كنت انا المطعون ،
تبكيه القصيدة والبكى موزون ،
لكن الشاعر بقى محزون !
وانا مثل ماكنت اغيب ...
اشوف اقدامنا ،
مثل توابيت تشيل اجسادنا ،
واجسادنا فوق الورق ..
تطفي وترسم بالرماد :
سفينة مكسورة الساري على عكازتين من الخليج ،
صدفة ، تناستها المواني والبلاد !
وانا تركتك يالسواد
تطوق ارقاب النجوم وتضحك الظلما ..
وتطيح من هذا السحاب الجرة المرَّة
بغير الما ..
ونمشي :
والطريق اعمي ،
ويشرب من طري اقدامنا .. ويضمى !
يالغايبين :
يالغارقين بحزننا
ردوا نخيل اصواتنا ..
ردوا ملامحنا علينا
يمكن اصدق ماتعلمنا نحبه :
فاتنا !
يالتايبين من الدفا :
ومن وصايا العشق بين العاشقين ..
لاتكسرون الناي والراعي حزين ،،
ردوا عليه وسادته ،
والعَبْرة اللي كانت بصدره سنين ..
اسراره اللي دسَّها بالناي ،
بعيونه تبين !
واصيح :
يالارض الورق ،،
اصيح ...
اصيح .......
احاول اسمع ماتقول الريح ،
اصيح .............
وكنت اركض ،
وكان الدرب قدامي يطيح !!
مثل الطواحين القديمة كانت ايامي تعد الريح ..
في كل ليلة :
كنت اعد اللي رموني في حصى الفرقا ،
واودعهم ضريح ..
في كل ليلة :
كنت اداوي داخلي طفل جريح !
من علم السكين طعم صراخنا ؟
من علمه فينا ينام ويستريح ؟
من علم الشكوى جراح الشيح ؟
والمطفي يصير اقوى ؟
اصيح .....
لكني بلا جدوى ،،
تركتك يالمطر مثلي تبوح الما ..
تحاول – عاجزة – تدميك اصابع الشكوى ..
كانت مسامير البكا
بعيوننا تطوى ..
كانت بلا جدوى ..
لاحزن كان ولاعتاب
ولاطيور ترمي اسرار الليالي من ورى الابواب ..
مثل المواني كانت عيوني :
زحام وملح ..
كانت غياب ..
وملتقى اغراب ..
طفْل بلا ثياب ،
وصياد عجوز تبيعة الوحدة على الكوخ القديم ،
مسافرين ،
أحباب ،
شحَّاذ لئيم ،
مهاجرين ،
بياعة زهور ،
وعاطلين ،
بحَّار عظيم ،
حمَّالين ،
وفي اول ظلام :
انتي رجعتي يالمواني خالية ..
تركتي للبحر كل الكلام ،،
وانا رجعت اقرا بعيوني غربة مرت وظل الملح ،
ولا خف الزحام !!