لعلها نجوى !! - فهد دوحان

تدرين يا إنتي وش اللي يذبح طيور الكلام
في داخل الإنسان ويخلي غصن روحك وحيد

انك تكون انت المطر والغصن وأعشاش الحمام
وبرغم هذا ينبت الرمل بأغانيك ويعيد :

نفس الحياة اللي تمرك خالية برد وزحام
نفس الطريق اللي جمع بردك ويملاك الجليد

يا إنتي : اللي يشعل الظلما ويتركها تنام
في عين هذا الصبح وهذا الصبح ويطفي من جديد

هو نفس الانسان بدواخلنا : ولكن بانهزام
هو نفس هذا اللي حبس قلبه وظن الصبح قيد

الواقع اضيق من صدور الناس واحلامي خيام
رحبة مثل قلب المحب الدافي العذب الزهيد

شرعتها للخايفين وحلمهم في كل عام
هو نفس طعم الحلم لكنه رغم قربه عنيد :

(صبح ووطن دافي) ، وهذا البرد ينخر بالعظام
( ليل ووطن طيب ) يمد ايده ولا يوقف بعيد

العابرين بكل تنهيدة عتب حزن وملام
الممتلين من الصبر ، والشاحبين بكل عيد

افتش الدرب ، آتبعثر فيه : ياهذا الحطام !!
لا شعشعت بك شمس أو هز الهوى فيك الجريد

شاعر ، شريت من الزمن روحي وابحيا في سلام
واعيش فوق الارض مالي عندها غير القصيد

اهيجن ، اضحك ، اشتم اللاهين في ذبح الكرام
اللي طغوا في كل أرض ، وطوقوها بالحديد

الآكلين الشاربين النابتين من الحرام
( اليس منكم ) ياولاة الحزن رجالٍ رشيد

السارقين من العباد أيامهم بلا احترام
لآدميتهم ، وصاحوا في جشع : هل من مزيد ؟!!

والله لو بيدينهم قدرة يصدون الغمام
الا تصدوا للمطر والعشب والصيد الطريد !!

سبحان من يعلم بما فاضت به عيون الأنام
القاهر العدل المغيث برحمته ما لا نريد

يارب انا الوَجْلْ الضعيف الخايف وذنبي ظلام
امشي مداه الحالك من سنين لكنك شهيد :

ان الدموع اللي ملت عيني وانا عند المقام
تفيض بي من حسن ظني بك وكنت اقرا واعيد :

" قل يعبادي " وارفع الكفين بالبيت الحرام
واخر لك واهن ذليل وعبد يارب العبيد

الارض لك والخلق خلقك والوعد يوم الزحام
يوم القصاص العدل من بعد التوعد والوعيد !!