باتجاه القلب - فهد دوحان

وترمي رماحك..
وما كان صدري..بدمع الرحيل
احتمى ..
وارتمى :
كل باكي.. وضاحك..
على وين تفرد جناحك ؟
بعكس اتجاه البلاد / الجراد..
استدارت عيونك / جراحك
وراحت معاك " الكراكي"
بلا سرب راحت طيور الكراكي
وكانت حزينه
أخذت الدروب..
وبلا دمع غابت عيونك
وظل المدى في غروب ..
وهروب ..
وبقى وجه هذا النهار الشحوب
يتهاوى ..
على رمل هذي المدينه..
وظل البلد يقطع أطراف جلده
ومريت فينا بلا جلد.. عاري..
وفي قلب جامح..
تناسيت تاخذ معاك الملامح..
وكان البلد يلتهي بالجلود
القديمة..
وكنت انت من غير جلد وملامح...
تسامح..
وترجع تسامح!!
ويغرق بك الحزن..
ما كان طعم الفراق اكتمل في خريفٍ
تناسى "الندى" في غصونك
وحاولت تنسى..
وداريت ومضة وداع..بعيونك ..
تخونك..
وتنسى حدادك!!
كأنك تذكرت أحد من بلادك..
ويمكن تذكرت بعض الاغاني..
وبعض الكتابات..
وما كنت تقرا..
وتكتب..
وتنشر بكل الزوايا
وتجمع سيول الورق
- مثل وادي -
وصارت خطايا!!
كأن الحياة اختلف وجهها في ثواني
رحل بعض بعضي معاك..
وبقى..
بعضي استجمعه في مكاني!
أيا صاحبٍ جاوز الما بعيني..غيابه
عجزت أوصلك في كتابه..
كسرت الربابه..
ولا صرت أحاذر..
إذا هبَّت الريح :
اشوف الشجر لا تساقط بصدري
جريح..
وتطيح السحابه!
ايا صاحبٍ جاوز اجسادنا ..واعتذر
في ثيابه..
بعيد انت لكن..
تركت التعريّ بوسط الركام / الزحام..
وفراغ الاماكن ..
وصبحٍ من الحزن داكن ..
واخترت منفى..
من الشمس يملا ضلوعك..
مساكن!!
تركت ..تعد الليالي..
وما فات منها..
وما راح منك..
وكم مات شاعر..
كأنا اجتمعنا على شان نقرا الوداع
ونسافر!!
وحيد انت ترمي بظلك على الطاولات
القديمة..
وترمي بنصف الجسد في غبار انتصارك..
ونصفك هزيمه..
على أيّ مرسى..تركت النوارس
تطير..
وحبست البحر في ضلوعك
ولا رد نورس..
ولا جف ملح الفراق برجوعك !
وظليّت وحدك على الطاولات
القديمة..
ترد السنين..
وتعيد الوجوه..
وأسامي الشوارع..
وارقام بعض البنات اللعوبات..
وما كنت قادر..
ورديت تلعن..
وتشتم..
وتضحك..
وتبكي ..
وتشتم..
وتبكي بمراره..
وتشعل ضلوعك
وتطفي...
ويطفي معاك المكان..
ويردّك ظلام المدينه..
ظلام الصدور..
وسواد الديار الحزينه..
وظلم البلاد / الجراد.
البلاد القديمه!
بلاد نست جلدها بالمراكب
وتاه البحر .. والسفينه!!
كفى يا رفيقي.. بك الأرض هذي غريبه
وما كنت وحدك غريب الخطى
في حروب الحدود.
و
صراخ الجنود المساكين
كانوا.. يقولون بعض الوصايا
ولا آمنوا بالحياة الطويلة
سوى بالقتيلة من ارواحهم..
والفتيلة!!
أخذنا مواويلهم..
والصَبَا..
والأغاني الحزينة
وظل الجنود / السدود / الضحايا :
بقايا الحطام
ومرايا تعيد الصور والكلام !!
وحمام ٍبكى من سود النوايا
أيا صاحبي..
لا الغصون أثمرت سِلْمهَا في زحام
الحدود الرخيصه
- مثل دمّنا والضحايا -
ولا ردّت احلامنا والدفا للعرايا !!
وضج الفضا..بالرصاص
الرصاص..
وصراخ الحمام
وكفى يا رفيقي
كفى ما بقى ما يعيد الدفا أو ضلوعي
متى كان تجدي معاي ومعاك الوسايد
إذا الكل نام..
ورجعنا لاوراقنا والجرايد..
ورديت وحدي
ويا ليت كانت معي غير هذي القصايد
كفى يا رفيقي..
كفى يالليالي
كفى يا ارتحالِك بنا
وارتحالي بحالي
كفى يا رفيقي..
نشف بي سؤالي
وسالت بعيني.. ديار الكلام!!