الأمنية الأخيرة - محمد السبيعي
هذا انا من بعد سته وعشرين
عام ٍ ، وقلبي طفل ينبض طهارة
بكت عليّ سنين ، وأبكتني سنين
وسنين عدّت بين فرح ومرارة
فيها ذكرت أبكي على موت حيّين
كانوا معي من قبل سدل الستارة
كانوا لـ( قلبي ) فيّ من لاهب البين
كانوا ليا هدّه زمانه ، عماره
راحوا ولا خلوا له ايّة عناوين
يلجى لها لا حس جفوة دياره
يلقى بها حضن وعيون وذراعين
تبكي عليه ، وتحتضنه بـ( حرارة )
فيها لـ( وقتي ) لا تذكرّت كفيّن
تزرع تعب قلبي ، وتجني ثماره
فيها على دربٍ به الناس ماشين
وقفت قبل العمر يرحل قطاره
رفعت راسي لـ( السما ) ، وادمعت عين
يارب عبدك فك ضيقه زراره
لو هو تمنى قبل ، ما باقي الحين
غير امنيه ترجع لـ( قلبه ) خضاره
ما باقي ٍ له غير زوجة وطفلين
يعيش معهم قبل سدل الستارة