طفولة - عدنان الصائغ

تجذّرتُ – منذُ الطفولةِ –
بالوطنِ المستحمِّ على شرفتي
كنتُ… والشمسُ
نلهو معاً
.. في الأزقةِ
نبتاعُ حلوى
ونكتبُ شعرا
ونركضُ خلفَ العصافيرِ
أسألها:
لِمَ تهربُ من قفصي…؟
وتحنُّ إلى عشها..
في أعالي الشجرْ
وتتركُ دفءَ يدي…
و "حبوبي"
وتصبو لهُ…
رغمَ عصفِ الرياحِ…
وزخِّ المطرْ
*
تجذّرتُ – منذُ الطفولةِ –
أعرفُ أنَّ هواه
يفيضُ بقلبي… حنيناً
ونسغاً.. تصاعدَ
من لهفتي
رائعاً.. عاشقاً.. كالنهرْ
وكان المطرْ
يبلّلُ ثوبي
وأفرحُ..
أركضُ..
أركضُ..
أركضُ..
أفتحُ.. كلَّ ذراعيّ
علّي أمسكُ شَعرَ المطرْ
*
وكان المعلمُ…
حين يعلّمني…
كيفَ أرسمُ.. فوقَ الكراريسِ
شكلَ الوطنْ
أغافلهُ....!!
ثمَّ ألصقهُ فوق قلبي
وأبكي...
لأني كسرتُ الزجاجةَ..
- في الصفِ -
يا لبراءةِ هذا {الشجنْ}
وأعرفُ…
إمّا نسيتُ نشيديَ - يومَ الخميسِ -
سيزعلُ مني الوطنْ
*
وكنتُ أطاردُ.. خلفَ الفراشاتِ
في كلِّ حقلٍ
أجففها…
ثم أندمُ……!!
… يا لهشاشةِ ألوانها الميّتةْ
أأرضى – أنا -..
أن يجففني أحدٌ في كتابْ
*
وكلَّ صباحْ
نمرُّ ببستان "عبود"
للآن....
أذكرُ ثقلَ "السوابيط"..
والرازقي
وحين تسلقتُ يوماً…
لأسرقَ رمانةً... راودتني
تَرَدَّدْتُ ساعتها
ورجعتُ لمدرستي... راكضاً
خوفَ أن يغضبَ اللهُ مني..
وَيَزْعل مني... الوطنْ