الذاهبة - ناصر القحطاني

الله اللي راد والعقده قضاها اللي عقدها
لا على الدنيا سلام ولا لباقي العمر زينه

الفضا ماكنه ألا خيمةٍ طاحت عمدها
والفرح ما كنه ألا شيخٍ أنقصت يدينه

والعمر قطعة زجاج أنكسرت ولا طال أمدها
والعرب في العيد بدموع اليتامى مستهينه

والشوارع لفها ثوب الظلام اللي هجدها
والبيوت أطلال من عقب المحبه والسكينه

والشتا واليل والبرد وسما يصرخ رعدها
والعيون اللي ورى الشباك مذعوره حزينه

طولوا في الكهف الاصحاب وبقت روحي وحدها
كنها في كوكبٍ ثاني خلا من ساكنينه

الوداع اللي بعلم العين يعبر من رمدها
والوداع اللي بلا علم القفص صدري غبينه

والوداع اللي بلا رجعه علي أمر وادهى
والله أنه غرغرت سم وسكاكينٍ سنينه

والعنود اللي جفيت الناس والدنيا بعدها
مدت الفرقا لغاليها وهي تعطي الثمينه

وينها كيف تركتني ليه ما حت في وعدها
والقمر لاطل خابرها تجي بيني وبينه

رحت أنادي واتلمس في مهب الريح يدها
كني حصانٍ بلا صاحب طوى البيدا حنينه

رحت أصيح الصبح وينه والعرب ما رد أحدها
ما سمعت إلا صدى صوتي يقول الصبح وينه

كنهم من يوم ذيك الشمس غابت عن بلده
ا طلعوني في النفود وصكوا أبواب المدينه

كنهم من يوم ذيك الذاهبه محدٍ وجدها
كل رجال من الشرهه قلع فالدرب عينه

أثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها
والربيع أقفت به اللي كانت التاج لجبينه

جاورت عقب الحدايق حفرتٍ مقسى لحدها
حفرةٍ ماني مصدق كيف ضمت ياسمينه

للحزن فيني مثل ما لطهاره في جسدها
ويش أسوي لافتشت اللي لها وسط الخزينه

زخرفت حلم وبنت له مسكن وسمت ولدها
أه لو غرد ولدها في خميلة والدينه

عاهدتني وظفرت بيمينٍ أقوى من عهدها
والصبي لا خير فيه أن كان مانفذ يمينه

ماتثقى عن رثاها عرقٍ أكتظ بشهدها
ولا بقى خلف جدران الجفن عذرى سجينه

كيف عند العالم أيام العرب ما حصى عددها
ولا أنا طالت شهوره والله أعلم كم سنينه

لا الثرى فيها نبات ولا المشي خفف نكدها
لا السما فيها طيور ولا البحر يمه سفينه

لا القمر هذا مساه ولا العصي هذا رغدها
لا الزهر هذا شذاه ولا الذهب هذا رنينه

قالوا الشيخ الفلاني مرجع القوم وسندها
قال يبشر بالعوض والعلم جينا ناقلينه

ساق لك بدر البدور اللي نشدها من نشدها
جادلٍ هزت عروش وخيبت روسٍ ذهينه

قسمها في جسمها في رسمها الا في رشدها
واسمها ان جال الغضب قومه على الألسن رطينه

أترك الناي وعطية شيخنا عن لسعدها
وانبسط ياعم وأنسى اللي ورى التربه دفينه

قلت ولصدري تناهيت تروع من شهدها
آه واويلاه من يجلب على صدري غبينه

خلوا أغلى ذاهبه ترعى ربيع اللي فقدها
والعطا راعيه محدٍ صوبه الله لا يهينه

لو ظمنت الجنه و تفاحة القلب وشهدها
قلت من بكره عسى مجنونها تاقف سنينه