زفرتين وْ كلام - ناصر حطاب الدهمشي

هذا الطفل في ضلوعه زفرتين و كلام
مدري ولكن عيونه خلفهن ما يهيل

ياصورته ليه اشوفك تكثرين الملام
اتبسمي وازرعيني في مكانه نخيل

لا يخدعك عنفواني اشبهه بالتمام
شاعر بلاني زماني بالعذاب الثقيل

عادي نشوف الملامح يعتريها غمام
عادي تكون الطفولة درب موحش طويل

عادي يموت الشجر ما هز غصنه حمام
يتْرحَّمه كل فصْلٍ ما جلب له هديل

عادي نمر المقابر ما نقول السلام
عادي نمر المآتم ما نحس بعويل

حنَّا نعيش بْزمان موغل بالظلام
عقَّد لنا هالطريق ولا عطانا دليل

نمشي نوزِّع بعضنا في دروب الزحام
متحيزمين الغياب اللي رماه الخليل

في ذاكرتنا وجيه فارقتنا تنام
لحباب صارت ملامحهم بقايا رحيل

وِبْ/أمكنتنا تناما الخوف و الإنهزام
لين استحال الطموح لْ/أمكنتنا يميل

يا صورته ليت يدري هالطفل عن مقام
دمعه بعين المكان وعين شاعر نبيل

ياصورته اهدنيه وخلي عينه تنام
غيره تغرَّب صغير وعاش عمره ذليل

يا صورته لو كتبنا ما نعيشه تمام
ماكان شفتي كثير مْن المشاعر هزيل