تكوينات - عدنان الصائغ
اجلس أمام النافذة
أخيطُ شارعاً بشارع
وأقول متى أصلكِ
* * *
العصفور يصدح
داخل قفصه
أنا أرنو إليه
وكذلك قطة البيت
كلانا يفترسُ أيامه
* * *
كم عيناً فقأتَ
أيها المدفعي
لتضيء على كتفيك
كلُّ هذه النجوم
* * *
كرشه المتدلي
عربة يدفعها أمامه
مثقلة بأطعمة الآخرين
* * *
منطرحاً على السفح
يسألُ :
هل من شاغر في القمة ؟
* * *
كلما كتب رسالة
إلى الوطن
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأ في العنوان
* * *
للفارس في الحفل
وسام النصر
وللقتلى في الميدان
غبارُ التصفيق
وللفرس في الإسطبل
سطلٌ من شعير
* * *
لكثرة ما جاب منافي العالم
كان يمرّ منحنياً
كمن يتأبط وطناً
* * *
النصلُ الذي يلمع في العتمة
أضاء لي وجه قاتلي
* * *
حين طردوه من الحانة
بعد منتصف الليل
عاد إلى بيتهِ
أغلق الباب
لكنه نسي نفسه في الخارج
* * *
أكلُّ هذه الثورات
التي قام بها البحرُ
ولم يعتقله أحد
* * *
أعرف الحياةَ
من قفاها
لكثرة ما أدارت لي وجهها
* * *
كل زفيرٍ يذكرني
كم من الأشياء عليّ أن أطردها من حياتي
* * *
عندما لم يرني البحر
ترك لي عنوانه: زرقةَ عينيكِ
وغادرني
* * *
يلعقُ المطرُ جسدكِ
ياه ..
كيف لا يغار العاشق
* * *
تنطفيء الشمعةُ
واشتعلُ بجسدكِ
ما من أحدٍ يحتفل بالظلام
* * *
تجلس في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأ .. ما بين السطور
* * *
بين أصابعنا المتشابكة
على الطاولة
كثيراً ما ينسجُ العنكبوتُ
خيوطَ وحدتي
* * *
على جلد الجواد الرابح
ينحدر عرق الايام الخاسرة
* * *
هؤلاء الطغاة
أصحيحٌ يا ربي
إنهم مروا من بين أناملِكَ الشفيفةِ
وتحملتهم !؟
* * *
لا تقطفِ الوردةَ
انظرْ ...
كمْ هي مزهوة بحياتها القصيرة
* * *
باستثناءِ شفتيكِ
لا أعرفُ
كيفَ أقطفُ الوردةَ
* * *
أصلُ أو لا أصلُ
ما الفرق
حين لا أجدكِ
* * *
تمارسُ المضاجعةَ
كما لو أنها تحفظها عن ظهرِ قلبٍ
* * *
سأقطفُ الوردةَ
سأقطفها
لكنْ لمنْ سأهديها
في هذا الغسقِ
من وحدتي
* * *
في بالِ النمرِ
فرائس كثيرة
خارجَ قضبانِ قفصهِ
يقتنصها بلعابِهِ
* * *
وأنتِ تمرينَ بخدكِ المشمشي
كمْ من الشفاهِ تلمظتْ بكِ
في الطريقِ إلي
* * *
بإبرتهِ المائيةِ
يخيطُ المطرُ
قميصَ الحقول