البيت القديم - سعد الحريص

على حد الكلام وممتلي صدري مطر وسيول
وقفت ولا معي غير الورق في صدقي وخوفي

وقفت وقلت اقول ؟ وكل ما فيني صرخ بي قول
وانا وإن جيت اقول اللي ابقوله بحرث حتوفي

ابكتب لي قصيدة لا ظلال ولا لها جرة ولا مدلول
واخاف من الكلام يخونني واخاف لو يوفي

ابرسم في الرمال الناعمه خطوه بدون إرجول
تسولف للهبايب عن ذهاب العمر ونكوفي

زماني يزرع في عيني دموع ولا جنى المحصول
أحسبنّي بكيته والحصى والرمل مذروفي

ضميت ومد لي بعض السراب بكفه المشلول
ورويت من العطش وأثر الجفاف يبلل طروفي

ندهني في عيوني من مهف الشمس صوت وزول
على حد النظر خيايلتهم لين انحنى شوفي

وهبّت من شمال وقلت هذا بردها مرسول
وحطبت من الضلوع وقمت اشب النار لضيوفي

هلا باللي لفاني من ورى دربي من المجهول
ابغنّي واطرد النسيان الأسود واضرب دفوفي

في قلبي صمت ليل وخوف خطوة وارتعاش حجول
في قلبي ضحكها وأنفاسها ودموع معروفي

في قلبي دبك خيل وهمهمة فرسانها وطبول
في قلبي برد ليلة وصفها ما يمدي وصوفي

بدا (.....) على اطراف الليالي والحديث يطول
وهي في عمرها ليله قمرها يوجع حروفي

هي من خوفها ذاب الكلام في ريقها المعسول
وانا اجمّع كلامي وارفع اللي طاح بكفوفي

ومرّينا على البيت القديم وبابها مقفول
انا والليل وجروح السنين وطوّل وقوفي

روت عيني من غيوم الظلام ونورها المقتول
وانا وإن قمت ابسند شمسها طاحت بها كتوفي

رقيت اطول همومي لين شفته بالحشا مذلول
وابرقا لا دريت ان السما تتشوّق لنوفي

وفي ارض المحال الممحله ما ينبت المعقول
وانا راعي مشاعر والهموم تنام في جوفي

انا ما جيت ابعدل منعوج جيت اعوج المعدول
واشب النار بأطراف القصايد واشهر سيوفي

الا يا جرح يا جرح القصيدة والظما مبلول
عجز فيك الكلام وكذبتي ما تستر حلوفي