السيدة.. - عدنان الصائغ

أقولُ لقلبي: تمهلْ
اذا ما مررتَ بشباكها
متعباً، كالشوارعِ في الليلِ
مرتعشاً، كالقناديلِ في حانةِ الساعةِ الواحدةْ
أقولُ:
لعلَّ الستائرَ، تلك الموشاةَ بالياسمينْ
تبوحُ ببعضِ الحديثِ
لعلَّ النوافذَ، تحكي لسيدتي عن هواي الدفينْ
فما زالَ قلبي بكلِّ المواقدِ - حيث الأحاديثُ - مشتعلاً بالعذاباتِ
مازالَ دمعُ النجومِ.. وراء الزجاجِ الشفيفِ
يطرّزُ جفني، وعشبَ الحديقةْ
وما زالَ خلفَ الستائرِ شيءٌ يُقالْ
أقولُ:
أتذكرُ – خطوي المضيّعَ – تلكَ الشوارعُ
إمّا انتهيتُ إلى حانةٍ – بعد منتصفِ الليلِ – موصدةٍ
أو إلى بابِ سيدتي
فلقد أتعبتني الشوارعُ.. حتى أنتهيتُ لقلبي
ولقد أتعبتني القصائدُ.. حتى مضيتُ
أفتّشُ عن حانةٍ لا تملُّ جنوني
أقولُ: لعلّي..
سأبصرها – ذاتَ يومٍ -
بضحكتها العابثة...
- صدفةً - ...
في طريقِ القصيدة
..........
..........
ولكنني إذْ أمرُّ – بكلِّ مساءٍ –
سأبصرُ، مصباحها مطفأً
والزهورَ – على البابِ – ذابلةً
سحقتها خطى العابرين
وأبصرُ قلبي...
وحيداً.. كما كان
محترقاً، قربَ شباكها الموصدِ..