مساكين - عبدالله السالم

مساكينُ
سامهمُ الدهرُ سوءَ عذاباتهِ
لا يريدونَ ؛
لا يرغبونَ
... فينعقدُ الحاجبانِ
وتمتقع البشرة الصافيةْ
يشمئزون من نَهَمِ النفطِ
في الخُشُب الخاويةْ
إنما هذه العادة الجاريةْ
مساكينُ
ماءُ الشباب يراقُ سدى
تتدلى عناقيده العاريةْ
كلُ عذقٍ متاحٌ ؛
تعالَ فقطْ
وارمِ ما تشتهي ..
يتساقطُ تفاحُه، تينه ، لوزه
كل فعل مباحٌ
تعال فقط
وانتعلْ ما بدا لك من ناعم الجلدِ
بالثمن البخس
دراهم معدودة
ثم قم باصقا :
أيتها الغانية !
مساكينُ
أنعم من زغب الريش
ألطف من ضحكة الطفل
أبسط من دفقة الماء
مبتذلون
بقايا الحياة الكريمة تلمع في الأعين الذاوية
في حقائب أسفارهم
يحملون المآسي بصمتٍ ونصف ابتسامة
ويخفون تحت محافظ أصباغهم
لُعباً وهدايا لأطفالهم !
ورسائل من أهلهم !
إنهم مثلنا ..
............
.......
...
مساكينُ
تنزف حسراتهم
في دمائهمُ البالية
.....
يا ترى
لو أفقنا على غرةٍ
ذات يوم
فكنا مساكينَ
كم من مباح سنهرقه
في كؤوس التبذل والبؤس ؟
هل سوف نبقى كما نحن
قوما أباة
أعزاء
محترمين !
يحجز صبياننا طيلة الصيف
أكثر من نصف لندن
للرقص والشرب والشم والشتم والكرم الحاتميّ
يؤدون للآخرين رسالتنا
إننا أدمث الناس نقدا
وأكرمهم
" والكريم طروب "
هل سوف نبقى كما نحن
ننظر للآخرين بمخيلة ٍ
أنهم ناقصون ، ملاعين، حمقى
يدسون أوساخهم في ملاعقنا ، تحت أظفارنا ، في دفاتر أطفالنا
يقترفون خطيئاتهم عبثا في شوارعنا
أم سوف ندرك أن من الظلم
تشخيص أمراضهم مسبقا
ومن هذه الزاوية !؟