هـــديــــل - علي ناصر كنانة
من بعيدٍ...
أكادُ أسمعُهُ...
هديلَ يمامةٍ
خبّأت رأسَها
في سعفاتِ نخلةْ...
تخاطبُ ذاكرةً
- ليس إلاّ تبقّتْ -
وتنكأُ باكيةً
جرحَ شوقٍ قديم...
إنْ هو الجرحُ إلاّ أنا...
وحّدنا ألمٌ لا يكفُّ...
....
في سعفاتِ نخلةْ
خبأّتْ رأسَها الحزينْ
تخاطبُ جرحاً:
يعاتُبني
وأعللّهُ بالوصالِ
فيندى...
ثم يعاتبني
وأعللّهُ...
ويعاتبني
وأعللّهُ...
وأعللّهُ...
فيشيح بوجهه
مكفهرّاً
تغورُ بأعماقهِ
خيبةٌ
لا تكفُّ عن العذل.
*
خبّئي رأسَكِ
الناعمَ
الحزينَ
بين أثداءِ
نخلةٍ حنونْ
وتحت عينيكِ
هناكَ
أساقطُ
رُطباً جنيا...
مثلَ طيفٍ
بارقٍ
تلقّفيني.
*
19 أغسطس 1996
سانت بطرسبورغ