ملاك الأبيض - طليع حمدان

إلى روح الشيخ أبو حسن عارف حلاوة رحمه الله :

يا ملاك الأبيض النعسان
مدري نعس مدري غفا غفيان

عا مخدتك لاقوك خمس ملوك
ألوانهم من أطهر الأ لوان

الأخضر يقلّك للأبد مبروك
الأحمر يهنّي الأصفر الديّان

وأبيض نقي لبّستلك الباروك
وتا يخيّم الأزرق على الأبيض

وصار النّبع يا طاهر السمعة
مثل المضوّا بمأتمك شمعة

ويقول بلكي" بو حسن عارف "
عم يحلم علينا بها الجَمّعة

وحتى ما يزعج ظلكّ الوارف
قلّل النغمي وكتر الدّمعة

وصفّى كأنّو بالصّلا عارف
يتمتم ويقرا الدور بين الحور

ياريتني بخيال شمعاتك
شمعة تا افنى عا تراباتك

بلكي عالهتات الشموع وعيت
معهن بصير بشم لهتاتك

بتكون يا سيدي عليّي رضيت
لولا فني ذاتي على ذاتك

ومنّي وصيّة لو عليك فنيت
يخلّي من شفافي القدر رشفي

الله عطاك من الزّهور شفاف
وطهرو عطاك من النّدي عينين

فيها النظر الا الطهر ما شاف
وبس الكتاب لمست بالايدين

ايديك زنبقتين من نفناف
ودقنك صبح والفرق واضح بين

صبح الطبيعة وصبحك الشّفاف
بيوعى الصباح بزنبقة وحدي

في يوم تا زورك رحت بكير
وكان قدّامي تحدّي كبير

قلتلّك دعيلي وقلتلّي
انشالله بتتوفق يا ابني كتير

وعطيتني من ايديك الفلّي
زر وردة ورحت للتصوير

بلّشت غنّي وبلّش يصلي
ويرقي الي تا كون متجلّي

زر عن قلبي ما كان يروح
وعامل من وراق الحمر تمّو

وتحت الحمر كان الخضاريلوح
لا بس وراق الخضر عا كمّو

مطرح ما حملّتو صلاتك روح
تا يضل عطرو طفل مع امّو

صار العطر منو بعد ما يفوح
تا يشم روحك حول زر الورد

سنتين ضل بمنظرو الخلاّب
تا هرت وراقو غصب عنّي

خبّيت منو العرق والأحباب
وراقو تايبقو متل ماهنّي

عملتن حجاب الطّهر فيهن داب
من لمستك يا ساكن الجنّي

ردّيت عنّي بزر عنّي غاب
وبترد عنّي لو حملتو حجاب

حجابك معي لا تفكر بينساك
اصلو زهر من مسكبة نساك

لا مزهرية شايفي متلو
ولا سهر سهره على شباك

ايدي بيوم الدفن شدّتلو
تنهد على ايدي وشهق شوباك

عيني بكت والروح قالتلو
مات سيدي "بو حسن عارف "

يا ميتم بقلبي العطش والجوع
طعمني رضاك وحبّك سقيني

الباروك فيها من التُقى ينبوع
تحت التلج سرّو بيدفيني

الباروك فيها من الاله فروع
بيناتهن عالقبر خليني

ضوّي على حجارو دموعي شموع
بلكي بينشّو هالحجارة دموع