ألعجائز - ليث الصندوق
العجائزُ
                                                                    يُبصرنَ أحلامَهنّ
                                                                    تحلقُ مثلَ الطيور
                                                                    ويبصرنَ دون الطيور الحرائقَ
                                                                    تقضمُ صخرَ المدى والسماء
                                                                    فليس تخلفُ في الكون غيرَ الحُطام
                                                                    ولكنها لا تمسُّ الطيورَ التي هي أحلامهنَّ
                                                                    * * *
                                                                    العجائز أيامُنا ألآتيات
                                                                    لذلك يغمرهنَّ السوادُ
                                                                    ويمنحهن َّ الزمانُ ذرائعَ لا تنتهي للكلام
                                                                    كأنَّ بأفواههنَّ مناحلُ دائمة للعسل
                                                                    * * *
                                                                    ألعجائز
                                                                    أخرُ ما تنتهي له كلّ الحضاراتِ من خرَفٍ وهُزال
                                                                    لذلك يلقينَ أكفانهنَّ
                                                                    على شمس عزتهنَّ ، بُعيد انقطاع سلاسلها
                                                                    وتحطمها فوق صخر الجبال
                                                                    * * *
                                                                    العجائز
                                                                    يبنين من حجر الكذب قصراً
                                                                    يؤثثنهُ بالقمامة
                                                                    ويرفعن راياتهنَّ عليه ملطخة بزيوت الطعام
                                                                    وحين يجنُّ عليهنَّ ليل المنيّة
                                                                    يفتحن أبوابه للذئاب
                                                                    * * *
                                                                    العجائز
                                                                    يفرغن حيرتهنَّ بقنينةِ الأدوية
                                                                    وتحت خيام الحداد
                                                                    تلملمُهنَّ المصائبُ
                                                                    مثلَ كراتٍ من الشوك تدفعها الريحُ للهاوية
                                                                    * * *
                                                                    العجائز
                                                                    فوق مراكبهنَّ التي
                                                                    لا تبارحُ وسط َالمحيط مواقعها
                                                                    يتصيّدن أسماكَ حَيرتهنَّ
                                                                    بصنارَة الكبتِ ،
                                                                    والشهواتِ المضاعة
                                                                    ولكنهنَّ ـ كما خبَرَ البحرَ ـ راكبُهُ
                                                                    يتخوّفن ـ رغم تجاربهنَّ ـ من الرحلة المقبلة
                                                                    كأنّ لهيبَ المَحبّةِ لم ينطفيءْ في الثيابْ
                                                                    وما جفّ في الضرع شهدُ الشبابْ
                                                                    * * *
                                                                    العجائزُ
                                                                    تمثالنا الذهبيّ الذي
                                                                    حولته السنين تراب