صداقات - ليث الصندوق
أردتُ أنْ أصادقَ القنديل
لكنني كنتُ بلا درع
أرى للنور في خوفٍ
كأنّ نابَهُ
يوشِكُ أن يثقبَ لي عظمي
* * *
أردتُ أن أصادق البيوت
لكنني هربت من أشباحِها
لأنها ليست سوى (مقابر ٍ)
توقد في باحاتها الشموع
* * *
أردتُ أن أصادق العصفور
فقال لي :
أهلي وصحبي يأكلون الريح
ويلبسونَ الغيمَ والأمطار
فهل ترى تقوى بأن تنزعَ ما تلبسُ من هموم ؟
حاولتُ ،
لكن لم أزلْ أرزحُ تحت القيد
* * *
أردت أن أصادقَ الأنهار
وأطلقَ الأسماكَ في أوردتي
تسبحُ ،
أو تفقسُ ،
أو يلقي لها الصيادُ في عينيَ صنارتَهُ
لكنني من جزع
أيبسُ قد كنت من الأعماق
* * *
أردت أن أصادق الحرّاس
لكنني خشيتُ أن تطحنني عيونهم
فهيَ كما عهدتها رَحى
* * *
أردت أن أصادق اللصوص
لكنني خشيت - لو غفوتُ- أن تسرقني كفي
* * *
أردت أن أصادق السُراة
لكنني شربت من كؤوسهم
ما كنت قد عتقتُ من دموع
* * *
أردت أن أصادق المعدمين
لكنني وجدت نفسي بينهم
أفقرَ من يمشي على رجلين
* * *
لمّا أزلْ أبحثُ في الظلمة عن صديق
أنزلُ في مناجم الماس
وبينَ أضلعي قنديل