إلى إبني - ليث الصندوق
لا تبكِ عليّ إذا مِتُّ
                                                                    فالعشبُ سينمو من بعدي
                                                                    حتى ليُفصّلَ أثوابا ً
                                                                    ويُقصّ بحسب مقاسات المرج
                                                                    * *
                                                                    وستَقرعُ نافذة َالسهران عطورُ احبّته
                                                                    فيرى شمسا ً
                                                                    تترنّح من غنج ٍ بين يديه
                                                                    وستغرق في عرق الفلاحين حقولٌ
                                                                    وتئنّ من الحمل مساميرُ العربات
                                                                    * *
                                                                    لا تبكِ عليّ إذا مِتُّ
                                                                    فالطلقة ُلن تصدأ في السبطانة
                                                                    والحقد ُبفرشاة الفولاذ يُلمّع أسنانَ جرائمِه
                                                                    والقاتلُ من قبو ٍ
                                                                    يحملُ قتلاهُ إلى أخر
                                                                    فتفاجئه أعينهم تطلق نيران اللوم
                                                                    * *
                                                                    لا تبكِ عليَّ إذا مِتُّ
                                                                    واذكرْ إني حين رحلتُ
                                                                    أوصيتُ الشمسَ بأن تمنحَ فجرَك
                                                                    كلّ حقوقي فيها
                                                                    دفئا ً ..
                                                                    وهناءا ً ..
                                                                    وسلاما ،
                                                                    وتمنـّيتُ بأن تصبح َ روحي لك درعا ً
                                                                    لكن هيهات لنا ما نتمنى
                                                                    لم تكُ روحي غير ضبابة
                                                                    .
                                                                    1984