أمطار النسيان - ليث الصندوق
في الليل المثقوبِ بمحفار الضوءِ : نجوماً ، وأهلة
                                                                    أتطلعُ للماضي
                                                                    بعيون ٍرَمّدها السُهدُ
                                                                    وأسألُ : أين تُراكِ الأن ؟
                                                                    أيُ بحار تقتطعُ الأرضَ بمنشار ؟
                                                                    في الليل الأعمى
                                                                    أضربُ جدرانَ الآمال بعكّاز ِالذكرى
                                                                    وأراني كالطير الحائر
                                                                    يدعوهُ المجهولُ إلى الهجرة
                                                                    حيث عيونُ الغرباء قبورٌ
                                                                    والصمتُ النازفُ فوقَ حِبال الأفق ِ
                                                                    كأثواب القتلى
                                                                    * * *
                                                                    أين تُراكِ الأن ؟
                                                                    ألأحزان سلاسلُ من فولاذ
                                                                    ألأفراحُ طيورٌ ليس تقرّ على أرض
                                                                    وأنا بينهما
                                                                    أتأرجحُ مثلَ ذراع ِالناقوس
                                                                    * * *
                                                                    لمّا تُطفيءْ بَعدُ غيوثُ النسيان الذكرى
                                                                    ما زال بأثوابي لحريق الأمس ِدخانٌ
                                                                    كفك ِمن خلل الغيبة
                                                                    تطلقُ من زنزانة عُمري الشمس
                                                                    كفك ِأخرُ عصفور
                                                                    غنى فوقَ غصوني قبلَ شُبوبِ النار
                                                                    * * *
                                                                    مرّ قطارُ العمر
                                                                    ما كنا نحسبُ أنا في حلم
                                                                    وأسِرّتَنا المحمولة َفي الغيم إلى الفردوس
                                                                    سيبلعُها الأعصار
                                                                    مرّ قطار العمر وأيقظ َنائمة الذكرى
                                                                    فعلى أيّة نافذة ٍ
                                                                    عَلّقتِ القمرَ السكران ؟
                                                                    ألفُ سلامٍ – حيث تكونين – لعينيكِ
                                                                    من أهدابهما قد نسجَ الليلُ ستائرَ للعشاق
                                                                    ألفُ سلام لشفاه
                                                                    زرعتْ فوق الأغطية البيض ِزهورَ الجوري
                                                                    ألفُ سلام ليديك
                                                                    فلقد أنجبتا من وادعةِ الأظفار
                                                                    سلالاتِ نمور وضباع