القريب البعيد - فواغي صقر القاسمي

أيهذا القريب البعيد ..
المتجلي من قمم صبابات النرجس
المنسكب من غدير الياسمين ,
حين الروح يسكنها الحلم الناعس
و أساطير الشوق المعرف بقيس ..
تتراءى الخيالات كهودج ثمل
يترنح على نجوى حادي العيس ...
اغتسال العينين بنثيث الوله المتأجج
بأزمة الانتظار ,
و سهر الليالي ..
وبريق الومضات القاصفة التي تنبئ
بعواصف الفقد ..
شرود في أروقة الغياب و غياب في قدسية الحضور
انفلات الروح من أسطورة الجسد
و تحليقها في سماوات الوصل الموعود
.
أيام شهد دبق الثواني
و ذرف الساعات في أنهار خمرته المقدسة
ألبس اللحظات إشعاعات العقيق و كحل طرفها بفيروز البحار ..
لقاء المذاقات المتلهفة للذة التحليق ..
المتوثب لعرس الأسطورة
و ابتهالات النجوم ... في معابد التبرك برذاذ الوله ..
و شهوةالانصهار في بوتقة الجمع ...
لقطف نرجس الحدائق الساهرة
يتكسر الوقت المثقل بغيوم الانتظار ,
المعلق بمشاجب سماء ملبدة بهموم الغياب ..
حداثة العهد بسيمياء الفراديس و دلالة الظلال و التنويه
طفولة البياض المرسوم على أغصان الصفح
و داليات الغرام على نواعير الوجد , وصخب الحنين
غشاوة الثمالة على العينين
وحجب القتام على شغاف القلب
.
أيهذا العلقم المتلذذ بنحيب سامقات النخيل
تجتزها سواطير ريح عارية ..
يشخب من جذعها ألم الهجر و اللقاء ..
طقوس هديل القبرات النائحة
عذوبة المرار المتشرب رحيق العنب و السوسن
عبث الغربة و التشتيت ..
تيه و أي تيه !
زجاج الفراغ المتكسر على حطام القلب
بقايا أشرعة الأمل الملقاة على شواطئ الفقد
تناهيد الوجد المتكئة على الضياع الصارخ
أقدام القدر الظامئة لحيرة الشرود
دموع التسهيد و العذاب ...
المتأرجحة في بهو الغياب ..
و خفوت قناديل الصدى لارتحال ٍ متوثب
معلق على تقاطيع الصمت و في منعطفات الغنوص
.
كل هذا .. ولا تزال أوتار ذلك القلب المعذب
تعزف مواويل ليل الهوى ..
:
:
و طفقت أجمع ما تبقى
من شتات علـّني
أجد القليل لغربتي
بكثير صبري
.
قلبي تبدد في غرامه ِ ليتهُ
عرفَ الصبابة َ في الهوى
و جحيمَ صدري