أعاني من بعادك ما أعاني - محمد حسن أبو المحاسن

الوافر

أعاني من بعادك ما أعاني
فهل بعد التنائي من تداني

وليس يغيب شخصك عن ضميري
على بعد المنازل والمغاني

ولكن لا يبل غليل شوقي
إليك سوى مشاهدة العيان

ابيت مؤرقا ولي اشتياق
يكل بوصفه قلم البيان

واذكر سالفا من عهد أنس
بلغنا فيه غايات الأماني

وكنا منه في عيش رغيد
ترف به ازاهير الجنان

فعوداً يا ليالي الوصل عوداً
إلى صب بأسر الشوق عاني

إذا ذكر الحسين يكاد شوقا
يطير من الطفوف إلى المشان

اغر يشف عن خلق جميل
يماثله بأخلاق حسان

تجلى في سماء المجد بدراً
فأشرق من سناه النيران

له الشرف الاصيل وبيت مجد
بفرق النجم مضروب المباني

له القدح المعلى في المعالي
وفضل السبق في يوم الرهان

فريد الفضل ينظم في علاه
فريد الحمد تنظيم الجمان

به ابتهج الزمان وحاز فخرا
وحق بمثله فخر الزمان

اتاني يا بديع النظم شعر
حوت الفاظه غرر المعاني

وقد ضمنته سحرا حلالا
يهيم بحسنه الحسن بن هاني

فاجهدت المجاري والمباري
على ما نلت من عفو العنان

بقيت مخولا بنعيم عيش
انيق بالمسرة والتهاني