من الدفتر السري الخصوصي لإمام المغنين - مظفر النواب

الليل كمستنقع فجر يتبخر بالأبنوس
يمسح بالماء الفسقي على جسدي الخامل
وعلى الجوسق من زنديك
أعض بنفسجتي
وأصابع كفي تموء على الدفء البشري
وفير لحمك يزداد معاشرة
وبرودات الموت تراودني
تلقي كفي على كفيك
فنسي نعشا يجمع كل ثياب الأعراس
ونهوي في عبق
عبق
عبق
عبق
ومن الكوة تنبجس الشمس
وتدفع فوق الجسدين النكهين
كفاكهة ناضجة
أكداس ندي ملتهب
والقوس الذهبي الصرف
يكاد يمضي جديلتك الخضراء
فتقدح فارسة في الليل
ويفتح في الوعي نظام من ألق
ألق
ألق
واضج كمستنقع فجر
يتبخر بعد صلاة الشهوة بالأبنوس
هذي اللحظة من لحظات التدنيس الطاهر
في الفردوس
لولا ندم ساور آدم بعد ضياع الجنة
لا ندمل الجرح الطازج في حواء
وكانت جنة وحشته
والنهر أضاء كفانوس الزفة في المطر
وترنم هذا المتوتر بالنبلة والقوس
ما أصعب عودة هذا الحيوان المتكبر
فوق سرير العرس
بفروته صوب رحاب الفردوس
ياآدم بهيما والليل بهيم
خلصت صحراء العشق
فإن هامت الآن
فأين أهيم
والسرطان الكوني يقلي أحجار الياقوت بعينيه
ونهر الروح يضج بزلزال منقرض
ومراهقة لبح اللّه النور على رفغيها
في فرح
وتشهى أن يبدع في غمازتها لثلاثين ضحى
وأتم الإبداع في وخزة ليل
تفرو من غير مواعيد عسلا
ولكم أعمى بين طيور الأيل والطير علي
غشيتني غاشية الرؤيا
لأتم اللحن الملكوت بأوتار مقطعة
يا من سمع لحن الألحان بلا وتر
والخمر تدار بدون نديم
والليل بهيم
والروح سديم ضد سديم
في الليل سألتك يا رب القيثارة
إن ترخى للكسل العذب مفاتيحي
أتعبني لغط أصابعك الغولية
بالشجن الديني علي
والحالك أغواني
وتساقط نار الأحزان على خشب أحرقني
ووقف حزينا
لا يشبهني إلا الناي
أروح الروح تعبا يا مولاي
الناقة خاملة
ونشاط الروح تثبط مرات
وقدحت حصاتين طوال الليل فما اتقد العشق
ولا اشتد حماس الروح
إياك الصبر علي
وثوبك يكشف أكثر مما كنت أبوح
فلماذا تبكي إذا خمد الموقد واكتظ رمادا مثلي
وتدفق عيناك كحوصلتي قبر تين تشفان بهجرة صامتتين
أنا بيتك... إني في الليل مغطى بالقرميد
سأكون الليلة ملكك
أما بعد الليلة فالنجم يكون بعيد
قلبت كتاب الموت وكان على الفصل الأول اسمي
يتتوج بالزهر الأسود والهجر
وعلى آخر فصل اسمك.. تاء طفلة شقراء
وتحت طقوس التعميد
سأكون الليلة
ملكك صرفا
أما بعد الليلة فالنجم يكون بعيد
وقبل نهوض الغسق الأزرق
نفتح كفيا العرقين قليلا فقليلا
كالكهف
ونهوي الريح وأصوات البحر
وهسهسة الغيب المجهول
وأنفك يرضع فوق قميصي
بعد قليل تبدأ أشرعتي
ما عدا المكث يلاءم روحي
لا ترتعبي..
فأنا أرسم فوق الثياب الملتاعة
فوق خبايا جسمك كل جروحي
أرسم في دفترك المسودة كل جروحي
لا أبقي جرحا واحدا لي
أنت المالكة الآن... وعيدك يملأ كل الأعياد
في الصبح أنا للناس
وفي الليل أنا للمطلق
ماذا أفعل
لا يشفع لي جسدي
فماذا أفعل
وقميصي بيرق مقبرة للضجرين
ومأوى لعصافير ليس لها في الأرض بلاد
وعيوني قبابر حمراء مبللة
حنجرتي تتذوق كل الأبعاد
هل عمرك ذاق لسانك طعما واحدا للبعد
فمن أنت
لماذا التشنج
لماذا صوتك كصوت قطاه في البر
عشيا تسمع قصة ذئب
أتخافين من النجم القطبي
أتخافين من الريح وراء الشباك
أتخافين دلافين البحر
أخاف أنا
وأغالب هذا الخوف بتحريك اللذة في زندي
فتمسي الفقرات إذ ذاك نيازك حمراء
وخضراء وسوداء
أصير مفاعل ذري أكتظ مواعيد
ونكبات وتوابيت
لقفل باب الوهم عشية غادرت سريرك
يا سيدة الوهم فأين أبيت
موت واحد علمني الدنيا
ونبي واحد علمني الإلحاح
وحمل قناديل الرؤيا
أراني الدرب السري لحصن الموت
فما أتلفت في جدل في الليل
كما إذ ذلك قناديلي
رأيت وجودها في البئر الروحي
هتفت..
إذن سأراكم
فاختلج البئر وغابوا
فتح الباب ..
وتم طلاسم فوق الباب
طيور من فضة سوداء
يتابعهن عقاب
وكان هنالك دهليز غموض ينزل في الغيب الموحش
ثم يضيق ويلتف دهاليز
هنالك عليت وعلق فوق عظام لغريب كفني
نهشتني أنياب لا فك لهن
تركن تسوسهن قريبا من حزن الروح
وماجة في العفن الزفرة
عناكب تتناكح فوق وجوه الموتى
تثقب جفناي بيوتا للنمل الأحمر فاستأنست
لأن العالم أكثر من ذلك عذبني
ونزلت وكانت ظلمة روحي تكتظ
وتنكشط الأعماق بخوف من أزرق لازمي
ببنفسج أبيض سري
مؤتلقا في حلقات ينطق وصلا و عناقا
وعتاب زمان طال بلا تجربة
والتف الهمس علي كزند عروس
عبق.. دبق .. عرق..
كشف المحجوب
وحمحم في الزمن المغلي حصان أبيض
طفل عسلي الذيل
يسلط عينيه علي فيغسلني
وأرجع طفلا
ويصير نزولي إذ ذاك صعودا في ذاتي
وترامى الهمس السري
تأمل في ذاتك أنت الصفر إذا شئت
وأنت الرقم ألا متناهي
أخذتني الغيبوبة شوطا جدليا
وتمازح وحي الألوان ووحي الأجراس
وأوشكت أراك فأنت إلهي
فهنالك نهر فاغتسلوا
وتعالوا في الليل بهذا العري المطلق
فالباب سيفتح ثانيتين إلى الشق الفاسق
بين الخنصر والبنصر في قدميها
المدن فتين من السقا
كشف المحجوب دعوني الآن أتم الرؤيا
وتندى وجهي .. وعرقت شفتي
والتهبت عيناي
كما كرتين من اللهب الأزرق تتقدان
بدمع زيتي اخضر
وانغمست قدماي بسماء أخرى ونظرت
سماء تحتي وسماء فوقي
وتعجان عواصف أكثر من شبق العشق
وشحيرة نور كان العشق
وكان الموت مجاري أرضية تحمل جيفتنا
لمحيط البهجة والضوء
وألف لسان في الجيفة منغمس.. فأشحت
وكان مصير الإنسان من القسوة كالوحش
يقود الأجساد الحلوة في وحل الموت
ويتركها تتخمر في المخمر بضع سنين
إلى هذا الحد أبيع القول
وإن كنت رأيت وراء السر
فإن العودة للإنسان وحمل السيف مع الفقراء
هو اللّه جميعا
وابتدأ اليوم الأول في الدنيا بمظاهرة
وحجار وملفات
ومراهقة ترسم وشمين على زندي بعود أخضر ريحان
يزرع دغدغة وأنا أخضل وأخرج من حلم
وأكاد أجر الحلم وما فيه من الزنبق والأطياف
إلى الشمس ورائي
أوشكت..
ولكن أول زنبقة خرجت لليقظة أفزعها عالمكم
وارتج عليها
فالخارج من حلم لا يرجع ثانية
والداخل في حلم لا يرجع ثانية
جمعت ندى الليل على زندي المخضلة بالتفاح
لا مسح عفتها بأصبع عاشقة
فأفاضت عسلا
أورث كفي مراهقة
وهوى اللمس
وحين تشدان على وبر نسوي في الليل
تمجان روائح خضراء
ونكهة تبغ محترق
وتضج أفاويها على الرفع
فأخرج بالرحمة من أجداث الخوف كأيوب
من الكهف كأهل الكهف
غريبا تتفرس في صبايا لا أعرفهن
فأهوى واحدة بالعشق
أنا قادم من كهف
ولثماك قبل النضج قليل فأحببني
ليأت البحر
سأغسل من منظري الكهل
وارتد إليك رهف الخصر فتى مكتمل الصبوة
أنساب عذوبة نهر في الصيف
واخجل منك
وعيناي كما فرح المرجان من الرغبة والحس
خدني لأنام لديك
لعل ضجيج الجسد الدافئ يشفيني
وخذنني لننام سويا فنجوم البحر تنام سويا
ناعمة البال مرصعة باللؤلؤ
تعترف الحس بصمت
وتناغم مشبوبا حذار كالوعي
كأن كيان اللذة بح ممارسته وتفتق تجريدا
وتماوج في الماء ليسكن عمق البحر
يموج برفق لا يوقظ هذا العشق الأبدي
نجوم البحر تنام سويا
وأنا في الوحشة أطوي الزمن الأسود
مثل فنار يلقي الضوء
وليس هنالك من سفن قادمة في العتمة
وآخر زورق عشق غادر منذ قليل
يحمل تابوتا عبقا طفلا
أستحلفكن صغار الموج
أستحلفكن كبار الموج
تهد هدن التابوت برفق وتمهلينا سحر
أي فنار أنت
تضيء تظل تضيء وتنتظر
أفما أنت تعبت ؟
تلف على نفسك كالدائخ في الظلمات
تستجدي الليل وما خبأه القدر
ما بال ضيائك يلتف كالدائخ في الريح
أما من حجر ترتاح عليه
تعبت ... تعبت
وما صادفني الحجر
وتعبت فمن أنت..؟
لماذا النشيج
دموعك أبصال نادرة..
والرمل زوابع في روحي موغلة
تحتفل بالبرق
فما أوشح أن يؤذن في بالبرق
وينشج في غير مواسمه المطر
أعشق فيك اثنين
نقيضي وموافقتي في الحلم
إذا بالغ في ترجمتي السفر
من أنت..؟
تجيئين إلي عروس خائفة الخطى
وتحجبك الكلمات
فلماذا تنتظرين؟
أنا حجر قذف البركان به الغيب فأفلت ملتهبا
تتباعد عنه الأفلاك
فبالغ في البعد وبالغ في القرب
وبالغ ما بين القرب وبين البعد
رأى ما ليس يرى
وأنطفأة الآن فماذا تنتظرين
سيحزنك اليوم لدي
ويحزنك الليل لدي
فأحب الأحباب لهذا الحجر المطفأ قد قبروا
لا شيء يعيد الرونق بعد الآن إليه
سوى الرعد البشري يدوي في الكون
ووقفة قامات الفقراء على آخرها
ونهاية عقد الغيلان على الأرض ويبتدئ البشر
متى يبتدئ البشر؟
شوهني الجزر وإن كنت أقاوم
شوهني الجزر متى يبتدئ البشر
لا شيء هناك في أفق العالم و أسفاه
سوى بعض بصيص
تخلقه الظلمات
مخافة أن تندلع النار
وتحتدم النذر
ومن الغيب هديلا تأتي الأحزان
كخفافيش وخشخشة مبهمة تعلق في القلب
طلاسم سوداء وتندفع الأحلام مراجل للزفت
فراس أصفر صحبها في طرق الليل
وثم غراب كف عن النحب
وتصبح كفاي العاشقتان عناكب
تصطاد ذبابا وغبار الطرق اللا مرئية فوق حذائي
جربت ثمار اللذة حتى امتلأت برماد أذناي
وأعقاب سجائر التبغ
وقبلك أطفأت على الدكة أخطائي
وأسلمت مآزري الذهبية للريح
وجئت قراحا
فخذي امتلأ فواقي تفاح وحشي
لونه النوء
وأحمل بين يدي قلائد من ذهب الحكمة والشمس
أبلغ رؤاي وقد شحبت حانات العمر ورائي
لقد بلغ هذا العالم في إيذائي
ألهمني لغة الأجساد صغيرا فقرأت وراء الحرف
وما في النقطة من كتم ونما جسدي الفاضح
وازداد العالم تنقيطا
فأخذت أفض النقطة بعد النقطة
كالأيل في الغابة يقضم زهرا
وإذا ميسم زنبقة للتو يمج نقاطا من العسل
رغم لهاث الخنجر
لا تخضع للجسد المسعور ولا تقتض
أحسست عيوني تدحرجتا
من كل جهات كنت أرى
أتعثر من كل جهات
فالخالق في الغمز هنا
مقتصدا ما يقدر بالذبح نجد ما نجد فالجسد الباذخ أعراس
سأعض الغمازة أن سمح الجسد المزموم
واترك من لذة أسناني خندق سم لحراستها
وأعود ويعرفني الحراس
آناء الصبح الكوز إلى دجلة فرعاء
وشعرك محلول للساق
وزندك مكشوف بالعضة للناس
ما ينمي اللذة أن يتقول فينا الناس
سيعيرك الناس بأن فقيرا مثلي راود زنديك
دعي العضة إذ ذاك تكلمهم
فالعضة مثل نبي يتكلم في المهد
ومن كان يتعذر فيه المقياس
لا أملك غير مسدسي من زمن الترك
نقشت عليه تواريخ الجوع
تواريخ الهجرة في طرقات الشام
أسماء حبيباتي في الكرخ
وأصوات الرجال كانوا الأصدق في كل العمر
تحكم فيه نسناس
يا وطني يتحكم فيه النسناس
يا وطني الأراضي جرعت الغربة حتى الفقر
فالتفت علي من الدهشة والألم الكأس
من كان نبيا يتعذر فيه المقياس
لقفلت الأبواب وصلى الناس صلاة العهر الحجاج
فكبر للعهر الناس
حرف في قلب المسجد قرآن الفقراء
وخص الأقرب فالأقرب بالخمس
كذلك الدنيا أخماس
وقفوا بين يدي الحجاج
فصحت على اشرف من فيهم
واللّه كان خصيا يحمل سيفا فاربد
قد يخصى القلب من الخوف وتكثر فيه الأرجاس
يا أهل الكوفة
لو سيف واحد بالحق يسل
سيقصى الحجاج
ويعتق هذا التاريخ العربي من الذل
فماج المسجد... صاحوا
يكفر الحجاج
فكيف لماذا ... لا يلقي القبض عليه الحراس
صرخت بهم
لا يلتبس الأمر عليكم
هذي إحدى طرق الحجاج
فما بال الكوفة تنسى
سكتوا واطل علي من الأعين شرك إفلاس
كان الحجاج يطل على المسجد من فوق المنبر
يقلب أرواح الناس بكفيه
مكتنز الجفنين من الخبث
يسرح لحيته وجيء بصحن عبري
صف عليه رؤوس الشهداء
وعب المسجد وخضلت بدم الشهداء
لحي تهتز ببسملة اللّه
وجيء برأس فلسطين وزنديها
فألتم عليها ذوو النهي
يكشف كل عن عورته
وكنت أميز بين النهمين
بنانه كافور و أبرهة الحبشي وعمرو بن العاص
وأجداث مسيلمة الكذاب
وحاكم مكة والقانون الجائر في البحرين
وقابوس
وكل المأمورين بأمريكا
فتعوذت.... وصحت
ستؤكل والله فلسطينكمو
ونستجدي في الطرقات
وقمت ..توضأت .. وفوضت بأمري للسيف
وأنا في النوافذ اتبع طير الصدى
ثم تخفي الطريق القديم دموعي
وتمطر ..تمطر ..تمطر.. تمطر
في الحدس تكتظ جمجمتي بالشقائق
والحدس والفكر والليل
ويعشوشب المفرق الأنثوي الرفيع المميز
لامرأتي بين كل النساء
وتذهب كل الخفايا الخجولة في مرقد الليل
حيث الخلفاء الوثير إلى سلم لؤلئي
يؤدي إلى حلم
حلم يستفيق على بركتين
وفي البركتين هلام يشف على وحشة وافتراس
هنا يتكون والانتفاض اللذيذ يصير جنينا
وتمطر ..تمطر ..تمطر.. تمطر
والشبابيك ليست هنا
والندى الفستقي يمسح وجه ضياع الجنوب
ويتوجها الكرم والتين والحب والذكريات
على باب هذا الجنوب لدى كل حلم يبيت
وكل نجوم السماء بنات
ويستل جرح الفراشات والنوم في برك لا نهائية
يحبس الحسن أنفاسه إذ يخوض بها
والقرى خلفها مطر
وأنا في النوافذ اتبع طير الصرى
ثم تخفي الطريق دموعي
وتمطر ..تمطر ..تمطر.. تمطر
تبدو كتابات روحي ثانية من وراء غبار الخريف
وتورق لاماتها
تورق النون .. والواو ..والراء...والسن
تورق لاماتها
لم تزل هذه الروح كوفية الخط
غرمه بانتهاك قراصنة الليل
بين اصطفاف البنفسج والفخذين
وركب الخيول المنحاة صوب بخارى
وفي الليل يجتمع الحلم فيه
ويترك قراءات نوم العصافير
إن العصافير في كرمة في الجنوب سكارى
أحب الجنوب لشيئين فيما يبوحان كتمهما
قد بذلت القصار
واطل من البوح كتم يشير إليك بإصبعه
ويدل وأنت وغيرك فيما يبوح حيارى
وحين تنامين يلوي النشوء بأعناقه
وتشف على بعضها الغفوات
وفي أولاة المواسم يبتدئ العشق بين النعاج
ويعشق من يفسدون النعاج الرعاة
وحين يروحون في الشرق أبقى وحيدا
وتنتشر الخلوات
واحلم أني على صهوة المهر
اقطف تفاحة أخبئها
بين نهديك خضراء
تنضجها الشهوات
وبين الخلائق من يخلقون النواة
وأما الكثير خلقته النواة
وتلك معادلة صعبة
واشد الصعوبات فيها الثقات
أني على مطلق الأمر اعرف كل نواة بتاريخها
واعرف كيف تمد إليها اليدين الحياة
وكنت مع الحلم احلم احمل فانوس كل نهار يجيء
أواصل سكري بالكون من دون مزج
ويربكني أن أقوى الخمور الرديء
واغسل حنجرتي بالنبيذ
ففي القلب حزن جبان
وحزن جريء
لكم عذبتني الرياح تغير وجهتي دون سابقة
والفراق دنيء
وكم أنت رغم الوضوح خبئ
وكم أنت مثل جناح الفراشة في الحلم زاه بطيء
وكم أنت تعشق رأس الحسين
الذي فوق رمح ولا يستريح
تأبى الذوائب مذ ثبتتها الدماء على غرة أن تزيح
ومن ثبته الدماء محال يزيح
دعوتك أنت المعلم إن كان علم
فتلك الجروح
ألوف.
ألوف وراءك في الدرب سارت
لينهض شيء صحيح فما نام إلا الصحيح
يباهي اليسار الصحيح
بأنك في قمة قد حملت السلاح
وغاليت في مبدأ اسمه سلطة الفقراء
وهذا غلو صحيح
يلومون أني أنفخ نار التراث
أنا ارفض الخردوات من الفقهاء
فثم تراث وثم فحيح
لقد ظل قلبي أمينا لمعدنه معدن الفقراء
ولي أمة طالما كل الناس لها مدية
لغة. طالما لغتي تشعل الأبجديات عشقا
وصريح
أحب زوايا عيون النساء صريح
وامقت من يشهرون النصوص سيوفا
ومن يكسرون النصوص
كل الانحراف ريح
وامقت .. امقت .. امقت كن يشهرون الحسين
لغير الوصول إلى ثورة
مثلما جوهر الأمر فيه وإلا جنوح
لعل الحسين إذا ما رأى طفلة في شوارع بيروت
تنهش من لحمها الشهوات
وثم شظايا من القصف فيها سينكر مأساته
والجروح على رئتيها تقيح
يقولون من أمها وأبوها
فقات الجنوب وتاريخه والبيوت الصفيح
وعدت واعترضت
هو الجوع اكبر أبائنا الثائرين
ومن كان هذا أباه تغلب فيه الجموح
متى ما يوزع هذه العمارات للفقراء
وتجزر ألف انتهازية
والسلاح يقوم أداء لمهمته سيقوم المسيح
ولست ابشر بالحب إلا عنيفا
وان أستريح على ذلة وأريح
كفاكم نزوحا وإلا فما تنتهي
ويسد الطريق على المدعين النزوح
هنالك فداء بغير سلاح
وكل التخريج في غير هذا التفاف صريح
ومن أخطئوا ليس عيبا
بل العيب ان تبتنى فوق ذاك الصروح
ولست أخاف العواقب فيما أقول
فان الشهادة من أجل قول جريء ومعتقد
قبة وضريح
إذا كان بعض يفكر في النيل مني
فهذا أنا
لست املك إلا القميص الذي فوق جلدي
وقلبي وراء القنص يلوح
خبرت الخليفة سطحا وعمقا وطولا وعرضا
فكان اكبر درس تلقيته
ان أكون فصيح المحبة والحقد
فالعصر جيف صريح
متى تنهضون ؟
لعنتم على الركض خلف كروش الزعامات
فيما الزعامات باعت ذبيحا وحيا
وثم هنالك صفقة ارض
فكونوا على حذر البندقية
فالديك سوف يصيح
بحق السموات حتى إذا الديك صاح على خطأ
فهنالك نار
وحين تكون الشرارة حقا وليس كلاما
فان الهيثم العظيم يثار
إذا كان البعض يدين سماعي الغيوب
سمعت انفجارا سيأتي
ويتبعه في الهدوء انفجار
رثيت الذين تتاح لهم الفرصة ان يكونوا من الثائرين
ويدفنهم في الجحور الغبار
لقد سافر الحلم قاطرة والشبابيك لا تنتهي
والوداع استمر تخالطني نكهة المشمش المتأخر
ثم لمحتك في آخر العربات ولم ينتظرني القطار
لقد بالغ الانتظار
ثوى في السقوف الحمام
وما زلت في سكة الحلم أحلم
احمل فانوس كل القطارات
حتى اطل النهار
وفي أولاة المواسم تصبح روحي بدون سياج
ومفتوحة لبهاء الشتاء
ونوح السواقي ورجع الحمام
وينزلق الدمع تلقاه من وداعين
ثم الى غير ذي رجعة في الظلام
وقد نلتقي
إنما القلب ودع شيئا كثيرا
وودع أكثر لما رمته المرامي
لي اللّه في غربة
ما خفضت الجناح لغير الأحبة فيها
وفي يقظتي والمنام
يفتشني الحزن في كل ليل
علام يفتش هذا الغراب الغبي بهذا الحطام
وقيل أذل من الجوع
قلت أجوع يا سافلين
وازرع في الشام طيب انتسابي
لقد سافر الحلم قاطرة كلهم ما ودعوني
كأني مررت بألف حطام
على فجأة كانت الريح مجهولة
قطع اللحم كانت مزابل رسمية تقرع الزفت
وضعوا قيدهم في يدي
ذبحوا هودجا من قطا
علموا فوق قلبي بأختام خيل
وكل الحدود التي رأتني
اشترت علكة
وتباهت بخصيتها ساعتين أمامي
لكان القيامة أهون من مركز في الحدود
وشبر من الأرض مصطنع بين هذي البلاد
وبين الشام
وفي أول الأمر علمني الحزن كيف أحدق فيهم
وازوي فمي ألشبقي كما سمك الليل
لا شي يجدي
لقد صار كل صليبي
ولا شيء يرجى علمني الحزن كيف أوضب في التافهين
علمني الحزن كيف أبول على الشرطة الحاكمين
فان غضبوا
لات ثانية عليهم
هذا زمان البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء
أبول عليهم بدون حياء
فقد حاربونا بدون حياء
كأن مؤخرة لمريض يوسخ من تحته
عالم أي عالم ومرضى...ولكنهم أي مرضى
تصافح لؤما ذنباي عقارب والسم يغلي
وكيف تحب العقارب ليلا
وسم العقارب في الليل أمضى
وكيف المساواة بين الحفاة وبين العقارب
لا افهم العهر يرضى
يقولون تسكر قلت بخمري
رغم اعتراض المواخير طولا وعرضا
عجيب حجار المراحيض يظهر طهرا
ويزوي على بعضه والهزائم تفرض فرضا
أأمشي على راحتي لأقنع ان هزائمكم تلك نصر ؟
واخلط بين المياه وبين السراب
وفي أولاة المواسم يحتد القلب من زهرتين
تمسان بعضها بارتعاش
وأصبح سلكا بلا عازل في الظلام
وانتظر الزائر الأرجواني يغمسني كالطباشير
في حبره الأنثوي
ويكتبني نورسا لا بلاد له
عير دهشة بالطقوس وما أهملت من دموعي
وعشاقي في دفتري وثيابي
لقد طرز تني البروق من الأمس هجرتها
ثم لج على طلعتي في الربيع الظلام
وكل العصافير قد مارست عشقها في رفوفي
فبعض الرفوف تثير الغرائز دافئة في حنان
وبعض الرفوف تنام
ثلاثون ما نام رف بقلبي
ولا عدت أعرف ماذا يفيق وماذا ينام
وما قلبي ينام
وشيئا فشيئا خبا الرقص في قاعتي والمرايا
وخف الزحام
وغادر آخر من اصطفيه
وفارقته فوق جرحي ابتسام
وسافر صحبي على ناقة اللّه ما ودعوني
أبهذا الغبار الذي خلفوه سلاما
مساء الغد ينفض النخل أزهاره
وفي سواقي السعال على رئتي
ويرشرش حزن قديم تراب المقابر قدام بابي
فقدت الكثيرين ممن أحب
فصرت أمت كثيرا لهذا التراب
وها أنا اقفل في آخر الليل
والمدمنون يقولون كانت هنا حانة
يسكر العشق فيها
وغادرها مثقلا في الضباب
لكم مدمن أيها العشق على حالتي
وتحب عتيق الشراب
ولست أرى الآن صفصافة
لم تكن في الطفولة بيتا لروحي
وعشقا اللاصق أوراقها كالجنين
وكل الدروب المنحاة بين البساتين تصغي إلي
وفي آخر الحلم أملأ عبي بصوت الشحارير
كنت شقيا تفجر روحي الدروس
ولكنني الآن بين دروس السفالات أشقى
أقاوم حرب المواخير
في غابة من خيال الحشيشة والجعجعة
وتقرع فيها الطبول
فان رحب البحر بالحرب أنزلت الأشرعة
قضم الرهان على خاتم الأشعري
وفيم الذهاب لجلب الضحية للمسلخ الدولي
ولف العمامة زيفا على القبعة
متى كان في لحية النفط أو في الزبيبة من شرف
أيها الراقصون لهم كالقرود كفاكم ضعة
فما ترجعون بغير السلاح وكشف الوجوه بلا أقنعة
حزين . أحاول ان اعبر الآن كل ضجيج الشوارع
مرتبكا من مجال السياسة والجاز
تدفعني كتل لا وجوه لها
والمظلات ذات الأذى النرجسي
تحوم على الليل حلم
أتغلف وجها من الأزرق الناعم المستفيق
وكأرنبة ولدت توها في نهار صبوح
بكل أناقة أرى وجهي وغربتي وقروحي
وتصعد بين المظلات صوب الوجوه الحزينة روحي
واعرف وجها يفرح قلبي به
واكشف بين يديه التي تعرف اللطف كل جروحي
أريه باني رأيت الذباب يفقس
في قلب من يعرفون هواي
تركت طموحي
وأرسيت بين القوارب قارب حزني
ما عاد لي أنيس سوى دفتري
والذي يعرف الحزن يعرف كيف تعذر وزني
حزين أحاول ان اسأل الحزن ماذا يسبب حزني
أرى صراعا وحماسا جبانا وحشدا بلا أي أذن
وحشدا بلا أي عين
تعج شوارع هذه البلاد بحرب البسوس
وليس يوزر إلا المحاسب فيها
فيأتي الخليط بلون ويصعب تحديد أي لون
ويفتح فيها الرصاص منابره أل فلان وال فلين
ويسند هذا بقصف العدو
ويسند هذا بقصف الحكومة
والحكم للاحتكار المنسق ما بين وبين
فهم مستلزمين ومستخنثون وبعض توزع في الجانبي
وتفتك فيه المصارف خشية دين قديم على الأغنياء
ودين الفقير على آكلي لحمه كأن الصياد فه اتفقوا على ان
يدك الجنوب على أهله
ويقدم من لحمه طبق اليوم
بين الطناجر والخمر والمتخمين
وقدم لقد افرغ الأمويون خمارتهم فوق رأس الحسين
وأشياء .. وأشياء تجمع بين الجنوب ورأس الحسين
وبيني
وأشياء وأشياء تجمع بين الخيام
وبين الفدائي وبين الجنوب رأس الحسين وبيني
إلا ألا تخافوا فما قلة نحن
كل انفجار يضاعفنا
ولذلك يقوم الرهان الكبير على بغلة الدولتين
ستدمغ جنبا الى جنب
حوافز كل التيوس على صفقة إلا هذي
ولرب دعي شيوعية سيصلي وراء اليماني في الحرمين
وليس كثيرا على سمة العصر
في ان تقوم التراويح بعد صلاة العشاء
تبرأت من هذا العجيب
وهذا لمن يدرك الباطنية في العشق بعض انتمائي
أنا انتمي للجموع التي رفعت قهرها هرما
وأقامت ملاعب صور وبصري
وأضاءت بروج السماء بأبراج بابل
أنا انتمي للجياع ومن سيقاتل
أنا انتمي للمسيح الجذ فوق الصليب
وقد جرح الخل خد الإله على رئتيه
وظل به أمل ويقاتل
لمحمد شرط الدخول إلى مكة بالسلاح
لعلي بغير شروط
وللرذي يدق على قحف كل غني
فما زال منهم كثيرون حول معاوية يضربون الصنوج
ويرعون شأن الحروب
أنا انتمي للفدائي .. ولأس الحسين
وللقرمطية كل انتمائي
وللماركسيين شرط القبات مع الفقراء
وشوط القيام بها بالسلاح كما هي أصلا
بدون التفاف ودون رياء
وشرط يقال على خفية للجماهير صاحبة الأمر
لا ينهض الأمر إلا بحد السلاح وحد الخفاء
ولست في خلع في شدة صاحبي وأعود إليه بخفي حنين
كما الأشعري فاني مقيم
وتبا لمن كل يوم يبذل من نفسه مرتين
واني المح لا تسألوني
فخط التراجع نحو السلاح عريض
فيا أخوة في السلاح خذوا حذركم
فوراء الحياطين ثم حوار بغيض
تحيد فيه الفقر تمام الحياد
هو العالم من فئتين
هنا الفقراء على جوعهم واقفين
وخلف قلاع الخزائن يجتمع الاحتكار وأزلامه
ويمارس بعض الزنا بالسلاح
فمال بفن وعهر بفن
وليس خلاص بغير الرصاص الذي علمته التجارب
لا بالرصاص الغبي
فثم رصاص وثم رصاص تجني
أأجمل من نخلة حملت فتسند عذق على سعفها
ويمامة ظهر تدغدغ منقارها تحت جنح حمام رحيم يغني
وانهار في خاطري وبيوت قديمة
ظلت تضيء على بعدها
والزقاق يلف بقلبي
والشبابيك ممسوحة بدموعي ودالية
إلى بيت عشق قديم
ومسحة حزن بلادي العظيمة
بالرغم مما تجنت ومما شردتني
كأنك أنت هنا ما تغير شيء
فنفس الجياع ونفس الفئات التي طاردتني
ونفس الدموع ونفس النساء ونفس الغلابة
وفي أولاة الموسم كنت أعيش على الحبر والطل
والانفساخ السماوي
والبقر البرتقالي يحرث في الصمت ارض الآبه
وأمي تعلم أطفالها مثلما علمتني
بان الحروف البسيطة شيئا فشيئا تصبح كتابة
ثلاثون عاما كتبت على مل شيء
فيا من يعلمني كيف انس الكتابة
وارجع صرخة روح بدائية لم تلوث بأمراض جدرانكم
تحدق في مل يوم في نفس الرتابة
سأرفض لكنما الرفض وعي وتعبئة وسلاح
وليس التردد بين الخلافة والقرمطية
أو بالترجرج بين الصحابة
وارفض لكنما لست بطرس قبل صياح الديوك
يسب المسيح
وبعد ارتفاع الصليب تكون الجموع احتسابه
سنرفض عن ثقة
بان هذي الجموع تميز بين الهزيل وبين الرهيق
وتكره من يرفضون على ظهرها بالكتابة
لا شيء غير الكتابة
يقولون شورى أيا شوهه بوهة أي شورى
قد قسّم الأمر بين أقارب عثمان ليلا
ولم يتركوا للجياع ذبابة
وكيف تقام على كل ذاك فلسطينكم
بل أقل كثيرا
أنا ثكلتني التواكل ان كنت افهم هذا
وانحاز يوما لغير الجماهير
ليست الطريق طويلة وان هلكوا
ولا بد يوما كل يقدم حسابه
نورس فضية في ضباب الصباح
على ساحة البرج والروح محبوسة
بين ليدي الصيارفة الميتين
وبؤس المقاهي
وهمّ خفيف يحرك حزنا الستائر في عرس قلبي
وإحدى البغايا تصلح ما خرب الليل من وجهها ويثير النسيم
الخريفي شيئا من الروح ما زال فيها
فثمة من اللّه شيء بكل النفوس يثير انتباهي
تحاول ان تستفيق الأنوثة فيها ويحبطها عابر محبط
كل ما فيها من رجل عورة كالحكومة
ان الحكومات في الشرق تكملة للملاهي
وجدت بغاء الأزقة في البرج جوعا
وحرت بمن يقفون صفوفا على الجوع
جوع سيئ كل جوعا
وما زال بعض النورس يجتاز نخل العراق
المثبت في ساحة البرج في نشوة
والقوافل تمشي حزينة وبعض المدائن
تغرق من أحزانها إيه بيروت
أنت اشد من الحزن في هذه الساعة الأبدية
اعتبر يني عشيقا لما تكتمين وقولي لي لماذا أنت حزينة
وتفرغ فيك البواخر أحزان كل المواني
أم انه البحر والرمح والضجر المستمر
وتأوي طيور اللغات مزقزقة لشواطئك
ثم تحب .. وتنسى تواصل هجرتها
وتضج الفنادق والعربات وكل سقوف المقاهي
وفي كل بيت بكل اللغات لهن مقر
ولكن لنا لغة إيه بيروت ... أم
ولا تملك الأخريات حنان المنازل فيها
فما المرضعات كما الأمهات
وأحلى اللغات الإبر
حليب الرضاع يفي
وحدوا القوافل والخلجات الخفية في الروح
والأهل ... شام ... عراق ... حجاز ومصر
وكل الكواكب في العالم العربي
الذي في خضم الحروب في الطبقات سيرفع قسرا
فلا بد في لغة الطبقات الفقيرة قسر
حلمت بأن الجموع سترفع بيرقها العربي
على ذمم الكادحين
وليس ببيرقها العربي
على خوذة العسكرية والأغنياء
وشعر لعمرك تلك المسيرة شعر
وما يتحرى الضمائر كمفترق يتربع من يتربع فيه
يتقاعد من يتقاعد فيه
وتبقى المسيرة هادرة في هضم المعارك
طالت أظافرها وخناجرها ولحاها
ليافا التي اغتصبت
اسمعوا صوت يافا تزغرد
رافعة دمها بيرقا بانتظار المسيرة
واستبقوا صوب حيفا قبيل العشي
ولا تنصتوا للذين ارتشوا
قد عرفنا الطريق وان الكرامة جسر
الهي .. الهي .. الهي وويل لمن يتأخر
فان النداء لأوضح من مشرق الشمس
قد أخبرتني سنونوة ان نجمة داود قد افلت
وهو يحتضر الآن فوق عصاه
وتنعشه مواكب الوسيطات والانتظار
وان الواسطة في آخر الأمر عهر
تقاعد بعض على نصف ثورية
ونظّر التقاعد مرحلة قلت كفر
لماذا المزاد الطويل العريض لماذا ؟
إذا كان يلتمس العذر بعض فنقص الكرامة عذر
وفي أولاة المواسم يزهو في القدس صوت الحمام
وتذهب بيارة البرتقال الى البئر تغسل أقدامها
فالقادمون أحبتها
وهي قد كتمت دمعها ريثما يرجعون
ويبدأ فصل المطر
وتصعد في الجو رائحة الكستناء الجديد
وست البنات التي ضاجعتها الخيول
وفاض البنفسج فوق السطوح
وشيئا فشيئا.. فشيئا
تدب الطراوة في الجفن .. يعرق ثانية
كالمراهق حين يعالج أول مني
وعبق فيه اللزوجة والزهرات العراقية الأصل
وتمطر ... تمطر ... تمطر ... تمطر ...
في الحدس تمطر ... تمطر ... تمطر ... تمطر ... تمطر
بعد رحيل العدو يكون المطر
*************
*************
*************