جف اليراع - فواغي صقر القاسمي

جفّ اليَراع ُ وصُمّت الآذانُ
ما عاد يُجدي منطقٌ و بيانُ
:
و تَحجّرتْ بين الضلوع ضمائرٌ
لا العهد يحييها و لا الأديانُ
:
يا مَنْ تنادي ميّتا , كُفَّ النِّدا
هل تستجيبُ لصرخةٍ أكفانُ ؟
:
أوَ تَحْسَبنّ دمَ العروبةِ ثائرا
عهدا بأسلافٍ لنا قد كانوا !
:
طابتْ لهم دنيا الصلاحِ مرابعا
و تهلّلَتْ في مجدهم أزمانُ
:
لم يعرف التاريخُ مثل منارِهمْ
علماً وما نَطقَ القريضَ لسانُ
:
لا و الذي ملك الخلائقَ كلها
لم يُمتهنْ في ملكهمْ إنسانُ
:
كانوا حماةَ الدين حين نِزالهمْ
أُسُدُ الوَغى, فانقادت الأَرسانُ
:
خاضوا غماراً لا يُرام أُوارَها
متأجج بين الحشا بركان
:
هَزموا بأقصى الأرض أكبر أمةٍ
لا الفرسُ ذو شأنٍ و لا الرومانُ
:
حفروه عزا شامخا عبر المدى
خضعت لهم من هيبةٍ أوطانُ
:
من شرقِ أرضِ الله حتى مغربٍ
أممٌ يوحِّدُ شأنها الرحمنُ
:
اليومَ يبكي خالدٌ في لحْدِه
ينعي زمانا سادَه الطغيانُ
:
قوم أضاعوا ملكهم بجهالةٍ
و ضغائنٍ , فأضَلّهم شيطانُ
:
و تكالَبتْ أممُ الأعاديَ حولهمْ
فهمو و أموات الزمان سيانُ
:
المعتدون بأرض مسرى محمدٍ
جاسوا فسادا , و الرموزُ تهانُ
:
يا صرخة َ الأقصى لنجدةِ مقدسٍ
من هوُلها ارتجفتْ لها الأكوانُ
:
لكنها ارتطمتْ بغفلةِ أمةٍ
قد أسكرتها خمرةٌ و قيانُ
:
حبٌ لزائلةٍ و زهدٌ في الحِمَى
أَلأمِ دُفْرٍ ينقضي المَلَوانُ !
:
قم يا صلاح الدين تغسلُ عارَنا
فلقد كسانا ذلةً .... خذلانُ
:
لتحررَ الأقصى بحدِّ مهند
فيعودُ مجدٌ ضائعٌ و كيانُ