ذكريات الأماكن - فواغي صقر القاسمي

ذكرياتك و ذاتي
و صقيع المكان المسكون بصورالأشياء ...
المتساقطة كالضوء .. في عدسة الذكرى
" زوم إن " .... ياه كم هي جميلة جلية ..
أراها و كأنني أتلمسها بشغاف كفي
المتلهف لقبضة تسكن ارتجافه ...
سراب ... صور ... ليست سوى صور ...
حقيقتي تركتها هنا .. و كان هنا .. كنّا هنا ..
حين أنا هو .. و هو أنا ...
أصبحت فلاة مقفرة ... إلا من عوسج يمزق الذكرى ...
/
غثاء الدوران يعتصرني فلا أعرف من أكون ....
و أجدني اتساقط نثارا و لا أستجمعني
كما لوأنني ورقة خريف في مهب العاصفة
/
وذات مرة في مساء ٍ ليس كالمساءات ..
حين لظى الكأس الـ ينتظر الشفاه العطشى و التئام الروح ..
و وجهي يسنده كف الانتظار
و الفضاء مسرح تحديق شرود نظراتي التائهة
تبحث عنه فلا تجده ... فما عادت تحتضنه تلك الأماكن..
/
و صبري الذي مازجته عمري .. يأبي إلا أن يمزقني
و يا لخاصرة الزمن المطعونة كم تنزف جراحاتي ...
وعطره الذي سكن الأماكن
تحمله رياح الذكرى التي تعصف بي
فتحملني على متن سحاباتها لتسقطني
حطاما في تلك الأماكن العابقة به يعلقني الأمان على نتوءات الفقد ...
شيء ما يختنق بداخلى ..
لا أجد لواذا ينتشلني من الاحتضار ..
أهدهد ذاتي على ذراع الصبر
أسقيها قناعة ً من غدير القدرة
ووهم المواعيد التي لا تجيء ...
فلا اعوجاج لظل العبور ..
حين انعطاف الدروب على ذات الدروب ...
و القلوب على سحر القلوب
و لا ارتخاء سقيم في فيافي القيظ اللاهب لبعض مافي البعض ..
كم ترهقني تلك الذكريات و آلام الفقد التي لا تزال
تقيم في أرجاء الروح و تقتات على الفراق