جزيرة الوحي - نازك الملائكة
خذني إلى العالم البعيد
يا زورق السحر والخلود
وسر بقلبي إلى ضفاف
توحي إلى القلب بالقصيد
جزيرة الوحي , من بعيد ,
تلوح كالمأمل البعيد
الرمل في شطّها نديّ
يرشف من دجلة البرود
والقمر الحلو , في سماها,
أمنيّة الشاعر الوحيد
فلتسر يا زورقي بروحي
قد آن أن يستفيق عودي
وآن للشعر أن يغنّي
بالحلم الضاحك الشرود
حلمي , وقد صغته نشيدا
يهشّ , من سحره , وجودي
شاعرتي , حدّقي , فهذي
جزيرة الشعر والنشيد
لاحت , على البعد , ضفّتاها
أمنّية العالم الجديد
إن لهت المقلتان عنها
صاحت بها الأمنيات : عودي
فلتبسمي , يا ابنة الأغاني
للشاطىء الساحر المديد
ولتوقفي الزورق المعنّى
تحت شعاع السنا البديد
العود والشعر والأماني ,
شاعرتي , فاصدحي وزيدي
قد ضحك العمر واستنامت
عواصف اليأس والنكود
وانقلب اليأس بشريات
وامنيات , فأيّ عيد !