العزف والرقصات - وحيد خيون
أُلمْلِمُ بالجُهدِ الكبيرِ شتاتي
                                                                            إلهي وقد طالتْ عَليّ َ حياتي
                                                                    أتى منْ حبيبِ القلبِ بعضُ رسائلٍ
                                                                            وبعضُ أقاويلٍ و بعضُ رواةِ
                                                                    فآمنْتُ منْ قلبي ومنْ حركاتِهِ
                                                                            وأحببْتُ بالسكناتِ والحركاتِ
                                                                    ولو لم أجدْ منهُ الذي قدْ وجدتهُ
                                                                            لآمَنْتُ بالحُبِّ الذي هو ذاتي
                                                                    وأبصَرتُ عن بُعْدٍ حقيقة َ واحدٍ
                                                                            وكلمْتُ كلَّ الناس ِ بالكلماتِ
                                                                    إلى أنْ تلقى القلبُ منكَ إشارة ً
                                                                            تعَلمُهُ التسبيحَ و الصلواتِ
                                                                    إلهي وقد نامتْ عيونُ عواذلي
                                                                            فأشبعْتُ منكَ القلبَ بالخفقاتِ
                                                                    وبَدّ َ لتُ أوقاتي وقلتُ لساعتي
                                                                            ألا ليتَ كانَ العمرُ منْ لحظاتِ
                                                                    كتابُكَ والآياتُ منكَ قرأتها
                                                                            وكنتَ حبيبَ الروح ِ قبلَ حياتي
                                                                    أُلمْلِمُ بالجُهْدِ الكبيرِ خفيفة ً
                                                                            تجاذِبُني للسُّوءِ رغمَ عِظاتي
                                                                    لأصحابِ أوقاتٍ ومجلِس ِ مُسْرِفٍ
                                                                            وسِكّةِ كذّابٍ و سَهم ِ رُماةِ
                                                                    وعندي لتخفيفِ الهموم ِ وسيلة ٌ
                                                                            أنا أُخْمِدُ النيرانَ بالنَسَماتِ
                                                                    أُخَففُ من همِّي بضَرْبي على يدي
                                                                            وضَرْبي على رأسي وسَبِّ حياتي
                                                                    ومِن ضيق ِ أنفاسي وضيقِ ِ وسائلي
                                                                            أشُقّ ُ سكونَ الليل ِ بالحَسَراتِ
                                                                    عدمتُ من الأيام ِ وجهَ حبيبةٍ
                                                                            لقد جادتِ الأيامُ طعنَ رئاتي
                                                                    توَهّمْتُ منها سيرَها و وقوفها
                                                                            وقد طابَقتْ خطَواتها خطَواتي
                                                                    وتقبيلها منّي يدي وجوارِحي
                                                                            وقدْ ترَكتْ وشماً على وجَناتي
                                                                    توهّمْتُ منها الحُبَّ وهيَ عدُوَّ ة ٌ
                                                                            تخادِعُني بالعزْفِ و الرّقَصاتِ
                                                                    ولمّا غفا جَفنِي أناخَتْ على يدي
                                                                            وصارتْ تطيلُ الرّكلَ والضّرَباتِ
                                                                    وظلتْ وأشكالُ الزمان ِ تبَدّ لتْ
                                                                            فلا قوّتي تجْدي و لا وَقفاتي
                                                                    وأخرُجُ من داري وتضحَكُ أعْيُنِي
                                                                            وفي داخِلي حشدٌ من العَبَراتِ
                                                                    على وطن ٍ غادٍ وأُمّ ٍ و إخوَةٍ
                                                                            وحُبّ ٍ و أحبابٍ و بعض ِ ثِقاتي
                                                                    على حالةٍ تبكي عليها أنامِلي
                                                                            وترتيلةٍ تلهو بها سَقطاتي
                                                                    على جهَةٍ تِهْنا بها وجزيرةٍ
                                                                            تهَدِّدُنا بالموتِ و النّكباتِ
                                                                    على زمَن ٍ كنّا بهِ وجهَ فاعِل ٍ
                                                                            إلى زمن ٍ صرْ نا من النّكِراتِ
                                                                    على ليلةٍ للصّبْح ِ عَدُّ نجومِها
                                                                            إلى ليلةٍ للموتِ مِن ظلُماتِ
                                                                    على لغَةٍ قدْ كنتُ بعضَ صِفاتِها
                                                                            إلى لُغَةٍ ساءَتْ لكلِّ صِفاتي
                                                                    إلى غرْبَةٍ أصبحتُ رغمَ عذابها
                                                                            أشدُّ لها رَحْلِي و رحْلَ وُلاتي
                                                                    إلى غربَةٍ أجْرِي لها وقواعدي
                                                                            على الرّغم ِ من أنفي نصيبُ رُعاتي
                                                                    إلى هذهِ والصّبرُ مِن أدبي بها
                                                                            مُباراة ُ مغلوبٍ و رَمْيُ كُرَاتِ
                                                                    إلى هذهِ والعمرُ لحظة ُ بائس ٍ
                                                                            يراكَ لِمَنْ يأتيكَ بابَ نجاةِ
                                                                    فحُبُّ جميع ِ الناس ِ حُبُّ مصالح ٍ
                                                                            و حُبّكَ مبْنِيٌّ على الكلِماتِ
                                                                    وحبّكَ لي شيئان ِ شيءٌ يَضُمُّني
                                                                            وشيءٌ يُداريني على فتراتِ
                                                                    لوجهكَ في كلِّ الوجوهِ علامة ٌ
                                                                            وفي كلِّ روح ٍ منكَ بعضُ صفاتِ
                                                                    لقد كنتُ في العشرينَ أخشى رقابة
                                                                            فكيفَ و قد أصبَحتُ في العَشَرَاتِ
                                                                    ثلاثونَ من عمري إلى الله ِ مامضى
                                                                            إلى الله ِ حتّى آخرِ اللحَظَاتِ
                                                                    حبيبَ حياتي يا حبيبَ حياتي
                                                                            ألا ليتَ كانَ العمرُ من لحَظاتِ