طنب الجريحة - فواغي صقر القاسمي

شيئان لا يقوى العزيز عليهما
ظلم القريب وغربة الأوطان ِ
:
ما بال هذا الدهر يثقل كاهلي
بكليهما و بقسوة البهتان ِ
:
لقد احتملت من الزمان مكائدا ً
شتى ينوء بحملها الثقلان ِ
:
رباه فارحمني بجاه محمد
فسواك لا أرجو من الأعوان ِ
:
أدعوك تنجيني لقلة حيلتي
فقد اكتويت من الأذى و كفاني
:
والنار يشعل في الصميم أوارها
حمما ً تزلزل مهجتي و كياني
:
من ذا يعيد سكينتي لقرارها
كي يستريح الموج في شطآني
:
من غرّه يوم هنيء آمن
فليحذرن خديعة الأزمان
:
يوما تريك من النعيم مباهجا ً
وتريك أهوالا ً بيوم ثاني
:
فإذا نكثت عهود ربّ خالدٍ
كيف ائتمانك عهد دهر فان ِ
:
إني ليشقيني فراق مرابع
وظليل أجمل دوحة بجنان
:
يا طنب أقدام الأعادي دنست
فيك الرياض ومعقل الفرسان
:
سلبوك فرعا ً أصله متجذرا ً
في أرض أجداد من العربان ِ
:
يا ويلهم إذ ساورتهم خدعة
كيف استباحوا حرمة الجيران ِ
:
يتظاهرون بدين رب محمد
وفعالهم تأبى على الأديان ِ
:
فيحللون من الأمور عجائبا
ما حرّم القدوس في القرآن ِ
:
متتشدقين بقدرة في شأنهم
بئسوا بذاك الوهم و الطغيان ِ
:
يا طنب جرحك في فوءادي لم يزل
يدمي لقهر الظلم و العدوان ِ
:
لن تنطفئ نار الجحيم بخافقي
حتى يعود ثراك للأوطان ِ