عبدالعالي - وحيد خيون
أدناكَ من ذكرِ الأحِبّةِ بالي
عالي الصّفاتِ وأنتَ عبدُ العالي
عَلّمتَني كلّ َ الحروفِ فما الذي
أعطاكَ هذا المستطيرُ الخالي؟
ووَصَلْتَ بي مالم تصِلْهُ وقلتَ لي
إياكَ أنْ تبكي على أطلالي
نَفسٌ تموتُ ولا تذلّ ُ لمِثْلِها
ودَمٌ يسيلُ ولا دموعُ رجال ِ
حتى إذا ما ماتَ (مقدادٌ ) لهُ
نادى امَّهُ الثكلى خذيهِ تعالي
قد كادَ ينفجرُ المعذ ّبُ قلبُهُ
لكنّهُ جبلٌ على الزلزال ِ
مطبوعة ٌ في الماءِ صورة ُ وجهِهِ
وقوافلُ الأيام ِ منهُ خوالي
إني لأحتَقِرُ المجالسَ بعدَهُ
من بعدِهِ وقفٌ على الجُهّال ِ
ويسيرُ والجبناءُ تحمِلُ همَّهُ
تُصمي الجبانَ حكاية ُ الأبطال ِ
عرَفوهُ فاعتقلوهُ في أسبابِهِ
جرُّوهُ مثلَ الليثِ بالأغلال ِ
وبكى النخيلُ وكانَ يعشقُ كفَّهُ
حتى النخيلُ يُحِبّ ُ عبدَ العالي
والطيرُ أرسَلَ للرئيس ِ رسالة ً
الشعبُ طارَ وأنتَ غيرُ مُبالي
ونرى من الظلم ِ الكبير ِ صقورَنا
مأسورة ًبملاعبِ الأطفال ِ
فاجلسْ لكي تبقى رئيسا ًجالساً
مادامَ شِسْعُ النّعل ِ شِسْعَ نِعال ِ
ماتَ الجميعُ وأنتَ حيّ ٌ ميِّتٌ
بكَ روحُ كلبٍِ أم حصى تمثال ِ
وقُصَيّ ُ بعدَ عُديّ َ مثلُ أبيهِما
كلبان ِ من كلبٍ يُسمّى الوالي
وإذا جَهِلتَ العبدَ فانظرْ نسْلَه
يتطابقان ِ ولو بعشرِ خِصال ِ
هلا ّ نظرْتَ لنسل ِ عبد العالي
سترى الأسودَ بأجمل ِ الأشكال ِ
وعمادُ بعدَ أيادَ بعدَ ذهابِهِ
يتبدّلونَ وهم من الأبدال ِ
أنظرْ لهم لترى حقيقة َ أمرِهِم
حالان ِ منشغِلان ِ في أحوال ِ
أمّا أنا فعلى العهودِ مُراهن ٌ
وتظلّ ُ تخشى المُعضِلاتُ نزالي
مُتواضعٌ حدّ َ العِظام ِ لصاحِبي
وأنا المُذِلّ ُ الخصْمَ والمُتَعالي
مُسْتَهزِءٌ بالعصفِ في فيفائِها
والقِرشُ في موج ِ البِحارِ العالي
والشئُ مُنْجَذِبٌ إلى أمثالِهِ
والمالُ مُنْجَذِبٌ لأهل ِ المال ِ
والمالُ مُنْخَرِطٌ لنا لكنّنا
نحنُ الذينَ نجودُ بالأموال ِ
نُعطي فإنْ نفدَتْ فظنّ ٌ صادقٌ
باللهِ عندَ تَعَسُّرِ الأحوال ِ
ويجودُ أهلُ البُخل ِ في أعراضِهمْ
ويجودُ (حزبُ البعثِ ) بالأبطال ِ
شَبِعَتْ بطونُ الناس ِ من أقوالِهِمْ
وعقولُهُم ذهبَتْ مع الأقوال ِ
آمالُنا ذهَبَتْ ونحنُ بظِلِّهِم
متْنا من التفكيرِ بالآمال ِ
وبكُلِّ فردٍ من أولئكَ مُجرِمٌ
وتراهُ حُلْوَ الوجهِ وابنَ حلال ِ
فكِّرْ بنِسْيان ِ النهار ِ فإنّهم
يلِدونَ في الأسبوع ِ سبعَ ليالي