نفثات الروح - وحيد خيون
أبكي من الناس ِ لا أبكي من السّـقـَم ِ
                                                                            ناراً وجودي بها شئٌ من العَدَم ِ
                                                                    كفى بأني شبــــابٌ لا شبــــابَ لــهُ
                                                                            قد زارَني الشيبُ من رأسي الى قدَمي
                                                                    وصارَ دهري قريباً مِنْ مُحارَبَتي
                                                                            وصـرتُ فيهِ كمخلــوق ٍ بغير ِ فــــم ِ
                                                                    ما سَــرّ قـلــبَ بعيدٍ أنتَ تـُبْـعِدُهُ ؟
                                                                            إني ابتسَمْـتُ وقلــــبي غيرُ مُبْـتـَسِــم ِ
                                                                    وصرتُ وحـدي أُناجيكم وأذكرُكـُم
                                                                            وبتّ ُ أغـــرقُ بينَ الحِــبْـرِ والقـلــَـم ِ
                                                                    يا تاركينَ على النيران ِ منزِلـَـنا
                                                                            ونائميـــنَ عـــلى بُعْــدٍ ولـــم أنــــم ِ
                                                                    لو أنّ إحدى اللواتي قد هُجـِرتُ بها
                                                                            خوفي عليكم فهذا الخوفُ من كرَمي
                                                                    مالي أُناجيـــكَ محروماً غدَرتَ بـهِ
                                                                            وأنتَ تغرقُ في صمتٍ و في صمَــم ِ
                                                                    حتى جلستُ كريماً لا كــريمَ لـــهُ
                                                                            والحُـرّ ُ يجلسُ أحيــاناً على النــدَم ِ
                                                                    في الناصريّـةِ قلبي منذُ هجرتِـنا
                                                                            مثلُ السّـجيـن ِ ودمعي صارَ مثلَ دمِي
                                                                    خلتْ هواكَ دياري فيمَ أملؤُهـــا
                                                                            وناظــري بعــدما غبتـُمْ عليـهِ عُــمِـي
                                                                    يا قمّـة َ العِفـّـةِ البيضاءِ في زمــن ٍ
                                                                            فيهِ الجبــالُ تظنّ ُ الظـــنّ َ بالقِــمَــم ِ
                                                                    وأنتَ نجمٌ على (بغدادَ) في غسـَــق ٍ
                                                                            وأنتَ بدرٌعلى (ذي قارَ) في الظـُـلـَـم ِ