القمر الأزرق - وحيد خيون
لعينيكِ أتعبتُ حتى الطريقْ
                                                                            أشُمّ الخُطى بارتِيابْ
                                                                    فيَصْفرّ ُ عودي الوَرِيقْ
                                                                            و يخْضرّ وجهُ التُرابْ
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    لعينيكِ ضيّعْتُ مافي يدِي
                                                                            لأمْضِي وراءَ البريقْ
                                                                    وأهرُُبُ من صاحبي الواحدِ
                                                                            لأمشي لِمَنْ لا أ ُطِيقْ
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    تَعِبْنا من السَيْرِ فوقَ النجومْ
                                                                            فكيف النزولُ لتلكَ العوالِمْ
                                                                    فلا حَمَلَتْنا إليكِ الغيومْ
                                                                            ولا مِن طريق ٍ ولا مِن سَلا لمْ
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    لعينيكِ يَمّمْتُ موجَ البحارْ
                                                                            وألقيتُ بعضي على زورقي
                                                                    ذهَبْنا وكُنّا على الماء ِ نارْ
                                                                            وعُدْنا رمادًا لكي نلتقي
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    لعينيكِ في غابتي للذئابْ
                                                                            ُغني لكي تتسلّى القرودْ
                                                                    وفي آخِرِالليل ِ صاحَ الغرابْ
                                                                            فأيقنتُ مَنْ ذهَبَتْ لا تعودْ
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    لعينيكِ والنهرِ والأ ُمسياتْ
                                                                            وللقمرِ الضاحِتتكِ الأ زرق ِ
                                                                    تحَمّلْتُ في أرضِكمْ عاصفاتْ
                                                                            وعيناكِ كالشجَرِ المُورق ِ
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    أمُرّ ُعلى بيتِكُم في الصباحْ
                                                                            نوافذ ُ شبّاكِكُمْ مُقْفَلَهْ
                                                                    فإنْ عُدْتُ ثانية ً في الرّواحْ
                                                                            وجدتُ على بابِكُم سِلْسِلهْ
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    زرعتُ الرياحينَ طولَ الطريقْ
                                                                            فلا الماءُ ساق ٍ ولا ساقُها
                                                                    فإنْ حَرّكَ الدّهْرُعودي الوريقْ
                                                                            تهاوَتْ على الأرض ِ أوراقُها
                                                                    ***
                                                                            ***
                                                                    بعيدان ِ عن بعضِنا في الوجودْ
                                                                            رفيقان ِ في الجَنّةِ العاليهْ
                                                                    حبيبان ِ رغمَ اختلافِ الحدودْ
                                                                            مليئان ِ بالأحرُفِ الخاليهْ
                                                                    ***
                                                                            ***