طَابَتْ أوقاتي - أبو الحسن الششتري

طَابَتْ أوقاتي
صرتُ كاساتي

وَسرتْ نغماتي
أطْرَبَتْ ذاتي

وانجلى بدري
في دُجَيُ الشعرِ

وَوَفا بالوصلِ
وملا لي

مِنْ صفا راحتي
حمر لذاتي

فاعذروا السكرانْ
باحَ بها والغزلانْ

جاء الفقيهْ ينهاني
وهْوَ لا يدري

رآني بالغزلان
هِمْتُ من سُكْرِي

حينْ رآى خمري
وافتضى أمري

عادْ قضالي
بغزالي

ورثا لي
وفهم حالتي

ورجع في الحالِ
صاحي يخدم الندمانْ

يا فقيه ارثي لي
وَأدِرْ حكم الكاسْ

واصطحْ واسقيلي
وأنفي الوسواسْ

وأرحْ سَّرى
تغتنمْ أجري

ما الدوالي
هُ دوالي وُعذّالي

قد ملا كاساتي
بسلافاتي

وبقيت نشوانْ
راح بنصرْ البرهانْ

بصائرٌ تلتاحْ
بقولِ نوراني

لم يعطي ذا المفتاحْ
لمنْ هُوَ براني

فاحرصْ عليه
بكلِ جَهْدكْ

وَمِلْ إِليه
تظفَرْ بسعدك

ولا تكن كسلانْ
تَسْلمْ من الهجرانْ

جَنِّبْ الأشرارْ
واصحب الأخيارْ

قد ينفعوك عِنْد الشدائدْ
تسلمْ من العار كذا من النارْ

وتستفيدْ منهم فوائدْ
تكتب في الأبرار وتدرك أسرارْ

إِذا تخالف العوائدْ
وتقصد الاصلاحْ

حتى تصيرْ فاني
مع خيرةِ الأرواحْ

مِنْ أهلِ عرفانَي
فافهمْ بقلبكْ

هذه الاشاره
أطعْ لربك

تُعْطَى البشاره
وتسبقُ الأقرانْ

وتدخل البستانْ