أنوماً ووعد الحادثات وعيد - ابن الزقاق البلنسي

أنوماً ووعد الحادثات وعيد
وحادي المنايا ليس عَنْه مَحيدُ

وفي كل يوم للخطوب وليلة
وقائعُ تُفْني جَمْعَنا وَتُبيد

خليلي هبّا فاندبا متحملاً
أجدَّ نوى ً، إنَّ اللقاءَ بعيد

ولا تحسبا أن الفراق لأوبة
ولا أن من تحت التراب يعودُ

أأبصرتَ هاماً حالَ مِنْ دونهِ الرَّدى

فَبَشَّرَ منهُ بالايابِ بريد

أثالثَ عيدِ الفطر أبقيتَ للأَسى

بقلبي ندوباً ما تأوب عيدُ

طوى حَسَناً فيكَ الجديدان بعدما

تسربل ثوب العيش وهو جديد

ذكرت زماناً منه ليس بعائد

فأصبحتُ أُبدي لوعة ً وأُعيد

أُصَعِّدُ أنفاسي لنجمٍ رأيته

يُهالُ عليه بالأكفِّ صعيد

فواحسرتا لم يَنتصرْ لزمانه

وقد صبّحَتْهُ للحمامِ جنود

ألا ليتَ شِعْري مَنْ يقوم لنصرِهِ

وأسرته الأدنون عنه قعود

على الرغم منّا صرت رهن تهائم

يغالطُ منهنَّ العيون نُجود

عزيزٌ علينا أنْ سكنتَ منازلاً

تشابه أحرار بها وعبيد

أقمت بدار لا أنيس بأرضها

وإن حلَّها بعدَ الوفود وفود

وأن الغريب الفذ مثلك لا الذي

دوين معانيه صحاصح بيد

وإني وقد أمسيتُ في دارِ غُرْبة ٍ

فريداً لمنبت العزاء فريد

نَفَضْتُ بألاّ في يدي وعشيرتي

وقلت: إليكمْ فالمصابُ شديد

أليس عظيماً أن أرى في جماعة

وأنت بها قيد الرّجام وحيد

قليلٌ بُكانا ألفَ حولٍ وان قضى

بأكمال حول بالبكاء لبيد

وما جمدت عين امرىء يوم بينه

رأى الموت في روض الشباب يرود

أتانا بفرع للشبيبة مائد

تكاد جبالُ الأرضِ منه تميد

وكيف بقاء الغصن بين عواصف

منَ الدَّهْرِ لا يُرجى لهنَّ ركود

لئن جزعت نفسي عليه فانني

على غَيْرِهِ شَهْمُ الفؤادِ جَليد

وما الدمعفي كلّ الزرايا مذمم

ولا الصبر عن كل الأنام حميد

رزئت عزائي بعد ما قبارع الأسى

عليه إلى أنْ مات وهو شهيد

ولو كنت أستطيع التصبر ردني

لحزمي وفاء طارف وتليد

سقتك أخي غر السحاب وجونها

وإن لم يزل دمعي عليك يجود

هجودك في تلك الصفائح مانع

جُفُونَيَ أنْ يسمو لهنَّ هجود

فنومُك من تحتِ الترابِ مُسَكَّنٌ

ونومي من فوق التراب شريد