ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ - ابن خفاجة

ألا إنها سنٌّتزيدُ فأنقصُ
ونَفضَة ُ حُمّى تَعتَرِيني فأرقُصُ

فَها أنا أمحُو ما جنَيَتُ بعَبْرَتِي،
و أنظرُ في ما قد عملتُ أمحّصُ

و ألمحُ أعقابَ الأمورِ فأرعوي
و يُعمى عليّ الأمرُ طوراُ فأفحصُ

ويا رُبّ ذَيلٍ للشّبابِ سَحَبتُهُ،
و ما كنتُ أدري أنهُ سيقلّصُ

و لمحة ِ عيشٍ بينَ كأسٍ رويّة ٍ
تدارُ وظبيٍ باللّوى يتقنّصُ

ألا بانَ عَيشٌ كانَ يَندَى غَضارَة ً،
فيا ليتَ ذاكَ العَيشَ لو كانَ يَنكصُ!

وعِزُّ شَبابٍ كان قد هانَ بُرهَة ً،
ألا إنها الأعلاقُ تغلو وترخصُ

فمن مبلغٌ تلكَ الليالي تحية ً
تُعَمّ بها طَوراً، وطوراً تُخَصَّصُ

على حِينَ لا ذاكَ الغَمامُ يُظِلّني،
و لا بردُ تلكَ الريحِ يسري ويخلصُ

وقد طَلَعَتْ، للشّيبِ، بِيضُ كَواكِبٍ،
أُقَلِّبُ فيها ناظري، أتَخَرّصُ

كأنْ لم أُقبّلْ صفحة َ الشمسِ ليلة ً
و لم ينتعل بي دونها الشمسَ أخمصُ

ولا بتُّ معشوقاً تطيرُ بأضلعي
قطاة ٌ لها بينَ الجوانحِ مفحصُ