جور الزمان - فواغي صقر القاسمي

خططت حرفي و نيرا ن الأسى حممُ
لا برد يطفؤها , لا غيثُ , لا عَرَمُ

فالدمع يجري مدادا من لظى ألم ٍ
ولوعة البعد و الأحزان تحتدمُ

قد عاجلتنا سهام الغدر ناقعة
جور الذي هو فينا "الخصمُ و الحَكَمُ"

حق الكريم لمغتصب غدا شرعا
فالصبح منحجبٌ و الليل محتكمُ

العقل يعجز عن إدراك راجفة
وفي المحاجر جف الدمع و الحلُمُ

لقد هجرنا رياض الدار ليل دجىً
من بعد كيد و قد بيعت به الذممُ

نطوي دروبا عفاها الأمن مقفرة
و في الحنايا جراح القلب تضطرمُ

وقد ثوت مهج الأطفال في حزَن ٍ
لمّا تحجر في أحشائهم ألمُ

ففي العيون سؤال لا جواب له
وفي الشفاه ِ يغصّ القول و الكَلِمُ

ضاقت علينا تخومُ الأرض قاطبةً
قد أنكر الأمن فيها السهل و الأكمُ

فدتك خالد أرواح و أفئدة
قوم على العهد ساموها و ما ندموا

ثكلى ببعدك جلفارٌ فوا أسفا
أن يحكم العُرْبَ في أوطانهم عجمُ!

يا ابن الأصول سليل المجد يا علم
الشيظميُ بنور العلم تتسمُ

يامن حويت خصالا عز حاملها
فيك التقى نبل الأخلاق والقيمُ

فخر العروبة أنت الشهم فارسها
سيف المنايا على من ساقه أضمُ

كم قد ركبت بحورا لا أمان لها
ساع إلى الخير و الأمواج تلتطمُ

فتسبر الغور من إلهام منفتح
تلقي المراسي حيث القاع يحتدمُ

وتبصر الأمر من أنظار مقتدر
فيسكن الهول في مثوىً و ينعدمُ

سلطان عزك في العلياء هامتها
أنت الحكيم ومن تجلى به الظُّلَمُ

يا ذا العزيز على نفسي و آسرها
مثواك في القلب لا يسخي به القلمُ

ما قيس في العشق إلا بعض صورتنا
مما أفاضت به من شهدنا الدّيَمُ

شاء العداة لنا أمرا يفرقنا
ساءَتْ مكائدهم بل ساءَ ما وهموا

الناعبين كبوم الشؤم ديدنهم
قلب الموازين إفكا بئس ما زعموا

إنّ الحسود و إنْ عَظمَتْ ضغائنه
يوما تُردُّ على أنفاسه الحممُ

لو أنطق الله هذا الكون أجمعه
لما تعذر في إنصافنا القسمُ

إنّا لأنبل من تسمو مثالبهُ
عن الصغائر، في ريد العلا السّطُمُ

وأننا خير من عرف العلا وطنا ً
وفي الخلائق من تزهو به القيم ُ

أهديك نظما بأبيات منمقة
علّي أعبّر عن حبي و أختتمُ