عبرت في عصر هذا الملك - ابن شهاب

عبرت في عصر هذا الملك
دورة ٌ كاملة للفلك

يا لها من دورة تاهت به
في سماء المجد ذات الحبك

أمّة الإسلام والهند امرحي
كل ما رمت من العز لك

بين ظهرانيكم الملك الذي
كلّف الباغي ابتلاع الحسك

مد أفيا عدله حتى إذا
لم يجد في ملكه من يشتكي

بسط الإحسان فيكم فغدا
ذو الأسى مستغرقاً في الضحك

ضمنت همّته للمجتدي
نجح مسعاه ضمان الدرك

ماله للكل لكن ليس في
مجده الباذخ من مشترك

فهو مظلوم إذا قيس به
حاتم في جوده والبرمكي

رابط الجاش إذا هاج الوغى
باسم بين القنا المشتبك

صادم الخيل بها حتى يرى
موطئ السنبك فوق السنبك

بطل الحرب الذي لم يحك عن
عنتر العبسي ما عنه حكي

وإلى غير علا آبائه
غير ميَّال ولا منهمك

دبر الملك بذهن ثاقب
غير هيّاب ولا مرتبك

رأيه الرأي الذي مهما شرى
برقه جلى ظلام الحلك

أيها المولى الذي تمجيده
مذهبي والحمد جهراً نسكي

دمت أضعاف الذي قد جزته
في سرير الملك أعلا متكي

وهناء أيها المالك من
مخلص واجبه لم يترك

ومن العرب الأولى سمعاً لكم
كم أسالوا من دم منسفك

وثناء ببيان نشره
يفضح العنبر والمسك الذكي

وخذ التاريخ في بيت بما
نطق الفال به منسبك

دام محفوفاً بنصر حازه
تاج محبوب علي الملك