يا معشر النساء هل من سامعة - ابن شهاب

يا معشر النساء هل من سامعة
نصائحاً تتلى لكُنَّ جامعه

ومن تكن بما أقول عاملة
فتلك في جنّات عدن نازله

فالمكث في دار الفنا قليل
وهي إلى دار البقا سبيل

والله الله إمآء الله في
لزوم دوركنّ والتعفّف

فإن هذا الدهر معدوم الوفا
وقد سمعتن الكلام آنفا

والخير كل الخير في الصلاة
وفعلها أوائل الأوقات

وليس بين مسلم وكافر
إلا الصلاة في الحديث الشاهر

وكن باليسير قانعات
تظفرن يوم الحشر بالجنات

وارفضن للكبر المشوم والحسد
وكل ما حرّمه الفرد الصمد

وأقبح القبائح الوخيمة
الغيبة الشنعاء والنميمة

فتلك والعياذ بالرحمن
موجبة الحلول في النيران

وطاعة الأزواج فرض لازم
به ينال الفوز والمغانم

والويل كل الويل بل والهاوية
لمن لأمر الزوج كانت عاصيه

واعلمن أن حقّه عظيم
وأجر من قامت به جسيم

فقد أتى النبي بيت فاطمة
وعينها تذري الدموع الساجمة

فقال لمَ تبكين قالت يا أبه
قلت لحيدرٍ كلاماً أغضبه

من غير ما قصد وعمد مني
وقمت نحوه لِيَرضَ عني

قلت حبيبي أعف عن ذنب بدا
ولا أعوذ في سواه أبدا

فلم يكلمني وعني أعرضا
فطفت مرات به أرجو الرضى

حتى رضي عني وفي وجهي ابتسم
ومع رضاه خفت من باري النسم

قال لها لو بادر الموت إليك
قبل الرضى ما كنت صلّيت عليك

فانظرن كيف كان تصنع البتول
وما أجابها به الرسول

وفي الأحاديث الصحاح المسندة
ما لست لا والله أحصي عدده

وههنا جواد نظمي وقفا
فالحمد لله الكريم وكفى

وصلّ مولانا على الرسول
وآله وصحبه الفحول