هذا وكم كريمة مصونة - ابن شهاب

هذا وكم كريمة مصونة
في بيتها كدرة مكنونة

لا يسمع الناس لها كلاما
ولا يضيفون لها ملاما

تغض طرفها عن الأجانب
ترجو حلول أرفع المراتب

بعيدة عن مجلس الرجال
لا تخطر الفحشا لها ببال

على العفاف والحياء والتقى
مجبولة كالحور في دار البقا

لا تكثر الصعود والتطلّعا
ولا تجيب أجنبياً إن دعا

ما همّها إلا الحقوق الواجبة
لربها ذاهبة وآيبة

بغزل أو خياطة محترفة
بكل ما يزينها متّصفة

طائعة لزوجها ممتثلة
لأمره بحقه مشتغلة

تحفظه إن غاب أو في حضرته
تبذل كل الجهد في مسّرته

قصيرة اللسان عن سب الولد
ولا تبيح سرّها إلى أحد

لا تدخل النساء بيت زوجها
ولا ترى قط بغير برجها

وإن دعتها حاجة أن تخرجا
ففي ثيابٍ بَذْلة ٍ وقت الدجى

قاصرة على الطريق طرفها
مستورة ولا يشم عرفها

إذا بدت في محفل النساء
فدرة تضيء في حصباء

والفخر ليس بالحرير والذهب
ولا بلبس جنفص ولا قصب

ففي البغايا والقحاب أكثر
منهن قدراً هل بذاك مفخر

ففي نساء الفرس والنصاري
من الحلي ما غلا مقدارا

وكله فان وإن جاء الأجل
أفضت إلى ما قدمت من العمل

وجاء في حديث طه الأحمران
عن الجنان للنساء ملهيان

ما الفخر إلا بالعفاف والتقى
وفعل ما بهن كان أليقا

والبعد عن مجامع الفضول
ورفض كل خلق مرذول

فالاقتداء بالبتول الزهرا
وأمهات المؤمنين أحرى

وكم كم لهن من متابعة
في فعلها وقولها كرابعة

بقول ذي الجلال قل للمؤمنات
يغضضن من أبصارهن عاملات

بالقول لا يخضعن كيلا يطمعا
مريض قلب بالفساد أولعا

يتركن في الطريق لبس المفاخر
كيلا يملن قلب كل فاجر

هذا ورب البيت نعم المفخر
وبالنجاة في المعاد يثمر