حنيني إلى حيّ الأحبة والسفح - ابن شهاب

حنيني إلى حيّ الأحبة والسفح
وشوقي إلى وادي البشامات والطلح

حشاشة نفس لم تزل منذ غيبتي
عن الصحب والأهلين دامية القرح

حرام علي النوم من صبوتي إلى
منازل بالأحباب عامرة السوح

حمى نحوه هاجت نوازع مهجتي
سقى الله ذاك السفح بالوابل السح

حسان الغواني فيه يسبين ذا النهى
ومن خلل الأستار يقتلن باللمح

حواليه ملهى للشباب وملعب
لغزلانه في ظل مخضلة الدوح

حمائمهُ فوق الغصون سواجع
وبلبله يشدو على قضب السرح

حظائر يسمو في سراة رجالها
مقامي ويعلو في قداح الهوى قدحي

حلال به أيام شرخ شبيبتي
تقضت على الأفراح والراح والروح

حلال به طابت مع الخل عيشتي
كما طاب للمأمون عيش فم الصلح

حصى أرضه الياقوت والدر والثرى
بجر ذيول الغيد كالمسك في النفح

حداة المطايا بلغوا أهل بلدتي
بأني اقاسي بالهوى لاعج اللفح

حليف اغتراب واشتياق ولوعة
يضيق نطاق الوقت فيها عن الشرح

حديثي غريب في النوى غير أنني
مقيم إلى أن يأذن الله بالفتح

حلفت بهم ما حلت عنهم وإنما
دعتني لطول البين داعية الربح

حمدت السرى لما أنيخت ركائبي
بباب أبي العباس مستوجب المدح

حسام الملوك النافذ الحكم بينهم
وحامي حمى الإسلام بالسيف والرمح

حري بذا الفخر العزيز محمد
مشيد بيوت المجد فوق ذرى النطح

حميد المساعي صاحب الشوكة الذي
به الملك أضحى في العلا شامخ الصرح

حبيب إليه الضرب والطعن في الوغى
إذا ما اْعتلا في سرج عادية الضبح

حسيب الأصول الفاتحين ببأسهم
بلاد العدى بالأسر فيهم وبالذبح

حبته المعالي أن يكون لها أباً
وبعلاً ففازت من مساعيه بالنجح

حوى من أثيل المجد حظّاً موفراً
عن الغير لم ينقل ولا خط في لوح

حبى الفخر حلّت عند ميلاده وهل
تحلّ الحبا إلا لصنو العلى اللح

حليمٌ إذا ما جاء ذو الذنب تائباً
وخير الملوك القادرين أولوا الصفح

حياة الندى والجود نيطت بكفه
وسبب عنها موته البخل والشح

حنانيك رب التاج والطلعة التي
كأنّ سناها في الدجا فلق الصبح

حللنا بك البيت الرفيع بناؤه
لأنك فينا مفخر العرب الفصح

حدائق نظم الشعر فيك بديعة ٌ
عليها طيور البشر دائمة الصدح