يَا مَنْ يَضِنُّ بِصَوْتِ الطَّائِرِ الغَرِدِ - ابن عبد ربه

يَا مَنْ يَضِنُّ بِصَوْتِ الطَّائِرِ الغَرِدِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ هذا البُخْلَ من أَحَدِ

لوْ أَنَّ أَسْمَاعَ أَهْلِ الأَرْضِ قاطِبَة ً
أَصْغَتْ إِلى الصَّوْتِ لم يَنْقُصْ وَلم يَزِدِ

لولا اتِّقائي شهاباً منكَ يُحرِقُني
بناره لاسترقتُ السَّمعَ من بُعدِ

لو كان زريابُ حياً ثم أُسمعهُ
لذابَ من حَسدٍ، أو ماتَ من كمدِ

فلا تضنَّ على سمعي تقلدهُ
صوتاً يجولُ مجالَ الروحِ في الجسدِ

أمَّا النَّبيذُ فإني لستُ أشربهُ
ولستُ آتيكَ إلا كسرتي بيدي