قلادة - إبراهيم العريض

قضيتُ شبابي بها مُغْرَما
فما كان - ياقلبُ - أحلاهما

تعيش بأحلامه في ربيعٍ
وتحيا بأنفاسها مُلْهَما

أتذكر يا قلبُ ساعةَ قَرّبْـ
ـتُ من فمها في جنونٍ فَما

ومن حولنا الزهرُ في حالتَيْـ
ـهِ تُرقِص أيقاظُه النُّوَّما

لقد كنتَ كالطفل فيما تُحسّ
وإحساسُها كان بي أَنْعَما

فألهبَ من خَدّها جمرتينِ
وفَتّقَ من ثغرها بُرعما

أتذكر يا قلبُ ساعةَ أرخَيْـ
ـتَ فوق ترائبها مُنْعِما

قلادةَ دُرٍّ - زهتْ كالدمو
عِ حَبّاتُه - توأماً توأما

وَقَولي: «اقْبليه فدتكِ الحسانُ
فلو أنّ كفّي تطول السَّما

إذن لجعلتُ نُثاركِ منهُ
ونَظّمتُها ثانياً أنْجُما»

فمدّتْ - لألثمَه - مِعْصماً
وألوتْ على سِمطه معصما

وقالت: «أتنذره هو أيضاً
بتلك النجومِ؟ فما أَشْأما

ملأتَ به بهجةً ناظريَّ
فصدّعتَ بي قلبَه أَعْظُما

أأحقر منشأَه في البحارِ؟
ولولا تَألـمُّه ما نما

أَأُنكر عبرتَه في الحليِّ؟
ولم يبكِ إلا لكي أبسما

فحسبي به زاهياً كالنجومِ
وإنْ فاتني حظُّها في السَّما

على الأرض لا يخلد الحسنُ حتى
يُقيم على نفسه مأتما

فيا ليتني إذ سمعتُ الحديثَ
عصرتُكِ - لا أدمعاًَ - بل دَما