ولاؤُك أنفعُ ما يذخرُ - حيدر بن سليمان الحلي

ولاؤُك أنفعُ ما يذخرُ
وذكرُك أضوعُ ما يُنشرُ

أَجَل ومكارمُك الباهراتُ
أجلُّ وأعظمُ ما يُشكَر

أبا جعفر أنت لطفُ الإله
وأنت لرأفتهِ مَظهر

براكَ الأله لنا رحمة ً
يُعلنُ بها العائلُ المُقتِر

لقد صنتَ وجهي عن أن يُرى
لدى أحدٍ ماؤُه يَقطِر

وعوَّدَتني كرماً أن تجود
عليَّ ابتداءً بما يَغمرُ

فأضحى لساني لديك يطولُ
وهو لدى غيرِكم يَقصِر

أبو إخوة ٍ لي على الحاسدينَ
على قِلّتي بهمُ أكثرُ

وداد الورى عَرضٌ زائلٌ
وثابتُ ودِّهم جَوهر

هم الأطيبون هم الأنجبون
هم السحبُ جوداً همُ الأبحر

وهم عُدَّتي حيثُ لا عدّة ٌ
وهم معشري حيثُ لا مَعشر

وعنّي بهم كم دفعتُ الخطوبَ
فولَّت بأذيالِها تَعثَر

تَوعَّدَني زمني بالظَما
وفي زعمِه أنني أضجر

فقلتُ له: خلّي عني الوعيدَ
أيظمأُ مَن عنده «جَعفر»

فتى ً أملي في ندى كفِّه
كبيرٌ وهمّتُه أكبر

له أنملٌ سُحبٌ عشرُها
وراحٌ أساريرُها أبحُر

وعَيشيَ في طيبها "صالحٌ"
رياضُ المُنى فيه لي تَزهُر

محيّاهُ كالبدرِ لا بل أتمّ
على أنّه الشمسُ بل أنورُ

فيا رائشي حصَّ منّي الجناحُ
ففي الوكر طيري لقاً يَصفِر

ويا ناعشي أضعفت من قُوايَ
أمورٌ بها كاهلي مُوقَر

أعِد نظراً نحو حالي غدت
ومربُعها طَللٌ مُقفِر

لئن أنت فيها غرستَ‍ الجميل
بالشكرِ سوفَ إذاً يُثمر

وعن بصري إن جلوتَ القَذا
فإنّي بهديك مستبصِر

وإن كنتَ أخّرت صنع الجميلَ
بعسرٍ وليتَك لا تَعسِر

فحسبي صنايُعك السالفاتُ
واجبة ُ الشكر لا تُكفر

ستُعذَرُ عندي عُذرَ الذي
على نفسِه نفسهُ تًصبر

ولكن على كلّ حالٍ أخالُ
بأن لك نفسك لا تَعذِر