أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها - حيدر بن سليمان الحلي

أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها
ديمٌ إليك حدى النسيمُ عِشارها

من كلّ هاضبة ٍ تألّف برقُها
فأتتك تتبع عينها أبكارها

نفّاحة وسمت رُباك فروّضت
من بعد ما محت الصَبا آثارها

وبأيمين العلمين أمثال المها
لا يستطيع أخو الغرام مزارها

علّمن أغصان النقا فتمايلت
طرباً وعلّمت الشجى أطيارها

إن تمنع الأعرابُ روضة َ ريمها
عني وتأبى أن أشم عرارها

فلأعدلّن بصبوتي عنها إلى
فئة ٍ على الروحين أعهدُ دارها

حيّ من الأتراك بين خدورهم
هيفاءُ تمنح وصلها من زارها

وافت تبرقع وجهّها قمرَ الدجى
وتَزرّ في شهب السما زِنّارها

فصم السوار لفعمة من زندها
فكأَنّما كان الهلال سوارها

فدنوت منها لا أهِمُّ بريبة ٍ
فيها ولم تطرح لديّ أزارها

لكن ليقضي ناظري من حسنها
الأوطار لا أقضى لها أوطارها